عبدالحفيظ الشمري
الأوامر السامية التي دشنت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - رعاه الله - حملت وعداً جديداً ومشرقاً وفاعلاً ينتظر منظومات العمل الإداري الذي تتطلبه هذه المرحلة المهمة من العمل، على نحو التطوير والتحديث في الكثير من المرافق التي لا يمكن لها إلا أن تتحول وتتناغم مع متطلبات العصر، وبناء الوطن بأسلوب جديد، وبحلول إدارية وتنظيمية مفيدة وناجعة.
وقد لا يكون السعي ومحاولة التطوير مناسباً أو فاعلاً في أمور ثبت ترهلها وضعف أدائها على نحو بعض المجالس العليا إلا بحلها، واستبدالها بمجالس أكثر تخصصاً وتطوراً، كما أن صيغ التطوير قد لا تفيد في بعض الجهات التي شاخت هياكلها، وهرمت طاقاتها حتى بات أهلها على الحياد لا سيما ما يتعلق في حياتنا الثقافية والمعرفية، وما تديرها من آليات وقنوات ومقرات يُفترض فيها أن تكون متجددة ومتطورة لتواكب روح العصر وتحولاته النوعية.
فالخطوة التالية لإعلان هذه الوسائل التنظيمية الجديدة، ومن خلال هذه القرارات المفصلية لا شك أنها ضرورية، وتعكس رغبة ضرورية في بناء منظومات عمل جديد يتفاعل معه الجميع، ويبتهجون في قيامه وتطوره، وذلك تناغماً مع حاجة المجتمع وضروراته، وتكريساً لفكرة النشاط والحيوية التي يعكسها جيل جديد من المسؤولين الذين ستقوم على سواعدهم الكثير من الإنجازات لبلادنا في ميادين مختلفة.
ومن أمثلة ذلك دمج وزارتي التعليم العالي والتربية في وزارة واحدة حيث يُنتظر من معالي الوزير الجديد وطاقمه الإداري والتعليمي أن يضخ الدماء في الكثير من المؤسسات والإدارات والأقسام من أجل أن تواكب روح العصر، وتحقق معادلة النمو والإنسان بطريقة متوازنة تجمع الخبرة بقدرات الشباب من أجل أن يكون التعليم بشقيه العام والعالي حالة تحول نوعي في بناء الفكر، والمعاني السامية، والقيم المعرفية، وأن يتم التخلص من الكثير من المعوقات، ومما رانَ عليها من تهالك، أو ما لحق بها من وهن وعجز وترهل في منظومات العمل ومفاصله، وهذا ينسحب بالضرورة على القطاعات الخدمية الأخرى التي تنتظر مثل هذه القرارات التي تبني قيماً عصرية متطورة.
ومن الأجدى أن تكون القرارات المستقبلية لهؤلاء المسؤولين مبنية على رؤية استشرافية بعيدة المدى، وأن تحقق أولويات وضرورات الحياة وأساسياتها على نحو اكتمال البنية التحتية ومقومات النجاح للكثير من المشاريع التي تخدم الإنسان وتحقق له متطلبات يومه، بل وتسهم في وعيه وبناء عقله فيما يتعلق بالتعليم والصحة والغذاء.
فلا شك أن للجميع مطالب من أصحاب المعالي الوزراء والمسئولين الذين يتأمل الجميع فيهم خبرة الحياة وحيوية الشباب لكي نحقق معادلة البناء وتنمية الإنسان في بلادنا على أسس تكفل للجميع حياة متميزة، تكون مضرب مثل للبناء والعمل على أيدي هؤلاء المسئولين، ومن يحتكمون إليهم في عطائهم وجهدهم، وكذلك من سيوكلون لهم المهام في صياغة مفهوم خدمي جديد ننتظره في أداء هذه المؤسسات الخدمية والثقافية والفكرية والمعارف والعلوم، فقد آن لنا زمن التطوير في مشروعنا الإنساني الذي - إن تكلل بالنجاح - سينقلنا إلى فضاءات وعي أرحب.