فجعنا كما فجعت الأمتان العربية والإسلامية بخبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صباح يوم الجمعة الباكر 2 ربيع الآخر 1436هـ نسأل الله تعالى أن يجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. لقد بكاه الصغير والكبير وتوافدت زعماء وقادة العالم للتعزية.
كما نعاه أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بقوله (رحم الله عبدالله بن عبدالعزيز وجزاه عن شعبه خير الجزاء وأحسن عزاء الشعب السعودي في فراقه).
لقد كانت مراسم الدفن ببساطتها (حسب الشريعة الإسلامية) أدهشت الكثير من المراقبين الدوليين. كما ان انتقال السلطة بشكل سهل وسلس لا يوجد في أرقى الديمقراطيات بالعالم لفت نظر الدول الأخرى والذين لا يعرفون ان الحكم في السعودية يقوم على أسس ثابتة أرساها المؤسس رحمه الله ونفذها أبناؤه البررة رحمهم الله ووفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي قال حفظه الله بعد مبايعته (اسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله وان يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار وان يحميها من كل مكروه).
ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله ليس غريباً عن الحكم فهو خريج جامعة المؤسس وقريب من الملوك السابقين (رحمهم الله) وضليع في الأمور السياسية والاقتصادية المحلية والدولية إضافة إلى خبرته بالإدارة المحلية وبثقافته الواسعة وينطبق على ملوكنا وولاة أمرنا قول الشاعر:
نحن قوم إذا مات فينا سيد
قام فينا ألف سيد
وقول الشاعر الآخر:
إذا مات منا سيد
قؤول كما قال الكرام فعول
الملك سلمان معروف لدى الإعلام المحلي والأجنبي حتى إنه يطلق عليه صديق الصحفيين، كما انه معروف بمجالسه ومقابلته المواطنين وقضاء حوائجهم كما انه معروف بقربه من المواطنين ورئاسته للعديد من الجمعيات الخيرية والإنسانية. لذلك فإن المواطنين بل والأجانب متأكدون من استمرار سياسات الدولة الداخلية والخارجية واستمرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق متطلبات المواطنين واستكمال مشاريع البنية الأساسية وبالذات الإسكان والنقل إضافة إلى الصحة والتعليم وتنمية الموارد البشرية والاجتماعية اللتين استحوذتا على نحو 33 % من ميزانية العام 2015. والتي تمثل حاجة ملحة للمواطنين خاصة انه كان (يحفظه الله) جزءاً من اتخاذ القرارات الرئيسة خلال فترة الملك عبدالله (رحمه الله).
وبالحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله لا بد من ذكر وفاء سلمان الذي من الممكن كتابة مجلدات عنها، كما انه لا يمكن التحدث عن سلمان دون ذكر انضباطه وحفاظه على الوقت وحضوره لجميع المناسبات الرسمية وغيرها في الوقت المحدد وبكل دقة ناهيك عن حضوره اليومي لمكتبه والذي يضرب به المثل.
موقف شخصي مع سلمان الوفاء ما زلت أذكره، فخلال الاحتفال بتوزيع جائرة الملك للمصنع المثالي (آخر جائزة) عام 1420هـ والذي نظمته الدار السعودي للخدمات الاستشارية وكنت وقتها أتشرف بأني مديرها العام. وتشرفت بالجلوس على يمينه وكان وقتها أميراً لمنطقة الرياض سألني من أنت؟ (وهي عادة معروفة لدى سموه حفظه الله) فعرفته بنفسي وان والدي الشيخ علي بن عبدالله المسلم إمام وخطيب وقاضٍ ومفتٍ في الأسفار لجلالة الملك سعود (رحمه الله) فما كان منه حفظه الله إلا أن قال: (سلم لي على الوالد وأني أحبه) ومن صور الوفاء انه عندما توفى الوالد رحمه الله حضر من خارج الرياض لتعزيتنا بالوالد جزاه الله خير الجزاء.
نسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليكمل مسيرة العطاء والتنمية والعدالة للوطن والمواطنين واستكمال مسيرة تنمية الوطن والمواطن الذي هو هدف التنمية التي أرساها المؤسس رحمه الله تعالى وأبناؤه البررة.
اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وان يحفظ ولاة أمرنا لما فيه صالح البلاد والعباد انه ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق..