صادقت لجنة الانضباط في قرارها الصادر بالأمس حول حادثة بصق - أعزكم الله- قائد فريق النصر، ومدافعه المخضرم حسين عبدالغني، والتي اشتكى منها إداري فريق الفيصلي مدلج المدلج على تصريح الأخير الشهير، والغريب.. الذي جاء تحت عنوان: البصق جزء من اللعبة.
قبل الخوض في تفاصيل القرار المضحك للجنة التي ما انفكت تدهشنا بقرارات كهذه، فإننا نطرح تساؤلاً مهماً: لماذا تعمد نادي الفيصلي تأخير شكواه ضد قائد النصر إلى ما بعد مباراة ديربي الرياض؟ وما هي مصلحة الفيصلي من وراء تعمد مثل هذا التأخير؟.. لرئيس الفيصلي الحق في رفع شكوى ضد عبدالغني، وكذلك له الحق في التغاضي عن شكواه تماماً، ولكن من حقنا كرياضيين قبل الهلاليين أن نعرف سر تعمده تأخير رفع شكواه ضد اللاعب» الذي كشفته لجنة الانضباط»، ومصلحته من وراء هذا التأخير المثير للشك!.. ونسأله مباشرة: هل باتت مصلحة نادي النصر تهمه في المقام الأول قبل، أو مثل اهتمامه بمصلحة ناديه؟ ولماذا آثر مصلحة النصر وتغليبها قبل مواجهة الأخير لخصمه الهلال؟
وبالعودة لقرار لجنة الانضباط التي اعترفت في تفصيل الأسباب بارتكاب قائد النصر لمخالفة «البصق» واستدركت بذكرها أنه لم يكن موجهاً، وأقرت بعدم تطابق إفادة الشهود المكتوبة مع أقوال إداري الفيصلي المتلفزة عقب المباراة .. هكذا دون أن تكلف نفسها استدعاء الشهود، واللاعب، والإداري، والمساعد الأول، ثم تستمع لإفاداتهم الشفهية، وتحقق مع أطراف القضية مع أن مواد لائحة الانضباط الجديدة تجيز لها هذا الحق.. كما تجيز لها حق المعاقبة على المخالفات الجسيمة التي لم ينتبه لها مسؤولو المباراة، وتصحيح الأخطاء الانضباطية الواضحة في قرارات الحكم.. فلماذا لم يبادر مسؤولو اللجنة بالتحقيق؟
ولماذا تأخرت اللجنة في التصدي للحادثة التي تحولت فور إطلاق الحكم لصافرة نهاية المباراة إلى قضية رأي عام رياضي إلى ما بعد انقضاء مباراة دربي العاصمة؟ مع أن مواد اللائحة تجيز لها التدخل في ممارسة حقها في الاختصاص الخاص والعام.
وبما أن اللجنة أقرت مشكورة بارتكاب اللاعب لخطأ «البصق» فلماذا لم تتخذ بحقه الإجراء المناسب.. ولا سيما أن لائحة اللجنة في المادة الـ»3» تهدف في موادها وعملها إلى ترسيخ مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف واللعب النظيف والتحلي بالأخلاق الحميدة وإبراز الصورة المشرفة للرياضة السعودية.. وكذلك فإن مخالفة «البصق» بحسب المادة الـ»8» تكون موجبة العقوبة سواءً كانت عن قصد أو عن طريق الإهمال.. كما أن « البصق» يصنّف على أنه سلوك غير رياضي.. وسوء سلوك إذا وقع من اللاعب تجاه اللاعبين أو الأشخاص الآخرين.. ولم يرد في لائحة الانضباط أو موادها تصنيف للبصق إن كان موجهاً أو غير موجه!
والسؤال للجنة الانضباط: لو افترضنا أن اللاعب «ع» احتج على قرارات الحكم، ثم استدار نحو مرماه، ومعطياً الحكم ظهره وقام بحركة لا أخلاقية بيده ولم يلحظه الحكم المساعد ضد الحكم أو لاعب الخصم فهل ستجيزها اللجنة على اعتبار أنها حركة غير موجهة لأحد؟!
مع الأسف أن اللجنة المعنية بضبط المخالفات وفرض العقوبات على مرتكبيها، وترسيخ الروح الرياضية والتنافس الشريف واللعب النظيف والتحلي بالأخلاق الحميدة أصبحت تمرر، وتبرر لسوء السلوك، والسلوك المشين خاصة من اللاعبين أصحاب السوابق في الخروج عن النص.
إن موقف إدارة الفيصلي المثير للشكوك، وقرار لجنة الانضباط وتأخرها في ضبط الحادثة، وتباين موقفها وقرارها مع حادثة « بصق» حارس الاتحاد يدعوان للضحك، ويثيران الشفقة على الحال البائس التي وصلت له الإدارة الرياضية في مجال كرة القدم السعودية، ولعلنا نشير إلى أن مثل هذه المواقف، والقرارات هي المغذية للاحتقان والتعصب في الوسط الرياضي.
فواصل
- بوصلة حقده وتصفية حساباته تتجه نحو «الزلزال».. التجاهل ذبحه.. والحقد يقرض قلبه.
- طالما أن الاتحاد أضعف من يحمي منتخب الوطن ونجومه فعلى الرئاسة العامة التدخل للقيام بواجبات الاتحاد السلبي بالوكالة.
- تسريب بعد آخر.. تطاول بعد آخر.. يثبت مجدداً أنها إدارة مخترقة وسورها قصير.
- من يحاول أن يقنعنا بنجاح لجنة الانضباط أو لجنة المهنا، أو يدافع عنهما، كمن يحاول يائساً وبكل بؤس أن يقنعنا بأن مشاركة النصر في بطولة أندية العالم لم تأتِ بواسطة الترشيح!
- أكرر ولن أمل من التكرار مشكلة الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم تكمن في «الإدارة».
أخيراً،،،
في كثير من الأحيان يلجأ الإداري إلى تمرير الشائعات أو المعلومات المضلّلة عبر أبواقه من المرتزقة والأخوياء لجس النبض قبل أن ينفيها.