سيدي الوالد الراحل العظيم.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراك وأحسن مأواك.
السلام عليك يا سيدي يوم عشت بيننا رمزاً رائعاً لكل ما هو نبيل وجميل.
والسلام عليك يا سيدي.. يوم رحلت عن دنيانا الفانية إلى جوار ربك ذي الجلال والإكرام.. لتنعم بإذن ربك بفردوس رباني لا مرض فيه ولا سغباً ولا حزناً!
)))
والسلام عليك يا سيد النبلاء، فقد كرست عقوداً من حياتك خادماً أميناً للبيتين العتيقين، تبتغي من ذلك خدمة دينك وبلادك.. وترجو بها سعادة الداريْن.
)))
أما بعد.. ،
فقد أحدث رحيلك يا سيدي فراغاً هائلاً في الأفئدة والنفوس.. بات الناس ليلة الجمعة الماضية وهم يدعون لك بالشفاء مما ألمّ بك، ويترقبون الأنباء السارة بشفائك في اليوم التالي أو الذي يليه وإذا هم يستقبلون في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم النبأ الحزين نقله صوت النذير برحيلك قبل ساعات، والناس نيام، وحلت بذلك الفاجعة الكبرى.. التي تردد صداها مدوياً في كل أصقاع الأرض وعاش أولادك وبناتك أهل هذه البلاد يوم الجمعة الماضية وقتاً أغبر من هول الحدث وهم لا يكادون يصدقون أنك قد رحلت إلى دنيا الخلود بإذن الله وتعالت الأصوات بالدعاء لك مغفرةً ورضواناً وجنة خلد عند عزيز مقتدر!
)))
سيدي الوالد العظيم.. لقد تركت خلال فترة طويلة من حياتك بصمات البناء والنماء في كل ركن من هذه البلاد سيذكرها لك شعبك بالحب والعرفان ! لقد كان حرصك يا سيدي على إنجاز مشروعات التنمية في مملكتك البهية، ومتابعتك الدقيقة لها، وعتابك المسموع منه والمقروء، لكل من تعثر أداؤه.. كل ذلك يا سيدي كان مضرْب الأمثال ! كان الوزراء وكل من له ولاية على حراك التنمية يحسبون لاهتمامك وحرصك ومتابعتك كل حساب، ويحاولون ما استطاعوا أن تبرأ الذمة بما فعلوا أمام الله أولاً ثم أمامك، فمنهم من أصاب مدركاً رضاك.. ومنهم من تعثّر جهده لسبب أو لآخر!
)))
سيدي الوالد الباني العظيم، ليس لي.. ولهذه الأمة المحبة لك المعترفة بفضلك المسلّمة بنبل عطائك إلا أن تتوجه إلى الله بالدعاء في هذا الظرف الحرج والدقيق من تاريخها بأن يجزيك عنها وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يتغمدك برحمته ورضوانه مع الصديقين والصالحين.
)))
سيدي الوالد العظيم.. لم تكد الشمس تعلو كبد السماء صباح الجمعة الماضية، والناس من هول الصدمة لرحيلك مشغولون بها، إلاّ وكان خليفتك الصالح رجل الدولة الحكيم، سلمان بن عبدالعزيز أيده الله قد أكمل واستكمل خطوات انتقال السلطة في يسر وأمن وثقة فاستبشر الناس بما فعل حفظه الله رغم قسوة الفاجعة، ورست قلوبهم وأفئدتهم على صعيد التفاؤل بالغدِ، ليشكروا الله كثيراً على ما منّ به عليهم من نعمة الاستقرار والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة في يسر أكاد أجزم أنه سرّ به الصديق، وذهل منه العدو! ثم توالت الوفود من خارج البلاد، ملوك ورؤساء دول وحشد كبير من ذوي الحل والعقد، قدموا على مدى الأيام الثلاثة الماضية، في تجمعٍ نادر ومذهل معاً مشاركين بذلك هذا الوطن وشعبه الوفي النبيل الحزن والأسى!
)))
سيدي الراحل العظيم:
لك الفضل ولإخوانك الكرام بعد فضل الله في إرساء قواعد انتقال السلطة في هذه البلاد على النحو الذي شهدناه أكثر من مرة وسط غمامة الهم الذي ترتبه صدمة كبرى كهذه.
أما خلفك الصالح سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي عهده الجسور وحارس الأمن الكريم، سيدي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً وأيدهم بنصره، فدعائي إلى الله من قلب محب، ووجدان صادق وذمة نزيهة أن يعينهم على حمل الأمانة الكبرى كي يكملوا خطوات بناء هذه البلاد، فلكل منهم رصيد متين من الكفاءة والمهارة والخبرة في إدارة التنمية، يؤهله للعمل، قيادةً وريادة.