برهنت الأمة السعودية على صدق تلاحمها، وعمق تمسكها بالثوابت الأصيلة لهذه الدولة المباركة، عندما رسم الشعب وقيادته طوال الأيام الثلاثة الماضية (صورة) ناصعة البياض، للعلاقة (الصحية والشرعية) بين الحاكم والمحكوم، على النهج الإسلامي القويم.
لقد ذُهلت وسائل الإعلام العالمية، ووقف العالم برمته مندهشاً، وهو يرى (البيعة الشرعية) لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي بدأ خطوات المستقبل بقرارات تاريخية وحاسمة لترتيب (بيت الحكم)،
في حين كان بعض أصحاب القلوب المريضة، ومروجي الإشاعات، والحاسدين، يبثون سمومهم عبر (وسائل التواصل الاجتماعي) حول المستقبل السعودي بعد غياب (الراحل الكبير).
في حواري التلفزيوني مع الإعلامي المصري عماد الدين أديب -أمس الأول- كان يقول لي (أنت بتهرب من الحديث عن المستقبل ليه..؟!)، في وقت كان فيه يتحدث عن التحديات الكبيرة التي نعيشها في ظل الظروف العربية والعالمية المحيطة، وهي تساؤلات مشروعه تتبادر لذهن كل مراقب ومتابع ومحلل، ولكنني أكدت له أننا خطونا بالفعل أولى خطوات المستقبل المشرق في عهد (سلمان بن عبدالعزيز) -حفظه الله-، لنواصل مسيرة بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، مروراً بالعهود (الزاهرة) لأبنائه من بعده، التي اختتمنا آخر فصولها بالرحيل المؤلم (للملك عبدالله) رحمه الله، حيث برهنت المملكة اليوم بأنها (دولة مؤسسات) بالفعل، تسير بخُطى ثابتة وراسخة على شرع الله، ونهجه القويم، مدركة حجم المخاطر التي تحيط بها.
نحن كسعوديين نثق بقيادتنا التي تسير بنا نحو المستقبل -بكل ثقة- ونقف خلفها، وهي تصعد درجات المجد لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، وفي أعناقنا للحاكم (بيعة شرعية) معانيها ودلالاتها عظيمة جداً، تجعلنا نشعر بالطمأنينة ونحن نتطلع (للغد) أكثر من غيرنا، وفي ذات الوقت نعذر الآخرين عندما لا يفهمون سر هذه الطمأنينة.
الصور المُشرقة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، لمبايعة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهد، وولي ولي العهد، جعلت الجميع يثق أن المملكة قادرة برجالها، وشبابها، على التفوق على كل الظروف، لمواصلة الطريق نحو (مستقبل آمن) تلتقي فيه (رؤية القيادة) و(آمال الشعب)، ليتحقق الحُلم، رغم كل ما يحيط بنا من أخطار.
لله درك يا وطن (ما أعظمك)!
وعلى دروب الخير نلتقي.