ربما كان بالفعل (رسالة)، ولكن لنطرح السؤال بطريقة أكثر وضوحاً ومباشرة، هل ما يُقدم اليوم باسم الفن هو (رسالة)؟ كما يردد أهل الفن في معظم البرامج الفضائية؟!.
قبل يومين دافعت (راقصة عربية) في لقاء تلفزيوني، عن ما تقوم به من مشاهد مثيرة، قائلة هذه (ثقافة فنية) يجب أن نفخر بها، وبمحافظتنا على بقائها، حاولت أن أقنع نفسي كمُشاهد أن ما تقوم به (الست دي) هو شكل من أشكال (الثقافة).
لم أفلح، فوراً تذكرت أن (الأفلام الإباحية) كانت تُسمى (أفلام ثقافية) لتمريرها بين فئات الشباب، ولا أعرف ما هي علاقة الثقافة (بهذا الأمر)؟! يُخشى على كل (مُثقف) من هذه المفاهيم الغريبة!.
يبدو أن تطور التقنية، يقود لتطور ثقافة الشعوب أيضاً، فالمشاهد السيئة هي المشاهد الأكثر انتشاراً في العالم، خلال 24 ساعة فقط حصد كليب النجمة العالمية (جنيف لوبيز) أكثر من 11 مليون مشاهدة على (اليوتيوب)، رغم أنه أطلق بداية الأسبوع دون إعلانات!.
الفكرة تكمن في أن الفيديو الذي أطلق عليه بعض المعلقين (استعراض المؤخرات)، يحوي (مشاهد مثيرة)، و(غير مقبولة) في كل الثقافات بدليل الانتقادات التي وجّهة ضده، وهو يجمع (جنيفر) مع فنانه أخرى تدعى (إيغي) بعرض سيئ (باسم الفن) رغم كثرة المشاهدات في مجتمع يبيح (الحُريات)، ولكن المفاهيم يجب أن تبقى مفصولة بين الفن (كرسالة ثقافية)، أو (عمل تجاري) يقوم على الغرائز، بطريقة (الجمهور عاوز كده)!.
في الإعلام التقليدي واضح أننا نتبع (الغرب) في خطواتهم الفنية، ونبرر ذلك كنوع من (الفن الراقي)، حتى أن كليبات عربية صُورت لبعض الفنانين مع فتيات (بملابس البحر)، فيما يوصف فن عربي آخر أقل (جرأة) بحكم (محلية الفكرة) بأنه (فن مُبتذل)!.
المفاهيم الفنية العربية في (حالة شقلبة)، والضحية هو (المشاهد) أو (المتلقي)!.
المشكلة أن أهل الفن في الخليج يتبعون ويتأثرون بالفنان (المصري أو اللبناني)، الذي هو بدوره يتبع الفنان الغربي، فيما أهل (المغرب) في (فلك ثقافي) وحدهم يسبحون!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،