في برنامج «لقاء الجمعة»، حاول الزميل عبدالله المديفر، أن يستغل الوقت المتاح لطرح كل الأسئلة، لكن الدقائق في هذا البرنامج، تمر دوماً مسرعة. وكان من ضمن الأسئلة الكثيرة التي وجهها جمهور البرنامج، ولم أستطع الإجابة عليها، سؤالٌ عن أفضل السبل للإقلاع عن التدخين.
إن من أسوأ العادات الصحية التي مارسها الإنسان هو التدخين، فهو ليس القاتل رقم واحد للمدخن فحسب، بل هو قاتل محتمل لمن يعيشون معه، مما يعني أنه ليس خياراً شخصياً للموت، بل هو شكل من أشكال القتل العمد، وهو أيضاً من أكثر العادات سيطرة على الإنسان، بعد الحب! هذا على رأي عبدالحسين عبدالرضا، في مسلسل «درب الزلق»!
أما كيف استطاع المدخن الشره، الإقلاع عن هذه العادة المميتة، فلأنه اختار عادة أجمل؛ المشي اليومي، وبناء إصراره على قراره يوماً بعد يوم، مشياً بعد مشي. لأنه تحدى نفسه أمام الجميع، يقضي كل وقته معهم، مثبتاً لهم أنه بحجم تحديه. لأنه بدأ يعتني بملابسه التي لم تعد لها رائحة التبغ القميئة، وبغذائه المتنوع الذي يأكله لأنه يشتهيه، وليس لكي يشعل سيجارته بعده. لأنه صار يحب لقاء الناس، ولا يتهرب عنهم.
الفارق بين حياة المدخن السابق وحياته الجديدة، ستكون مثل حياة عامل الطين، حين يقضي صباح العيد مع أطفاله وزوجته، وهو يلبس ثوبه الأبيض الناصع، وقد عطرته شريكة حياته بدهن العود، وجهزت له طعاماً طازجاً.