من الأخطاء السبعة في السفر، أن ترافق (بعض البُدُن) وهم جمع (بَدين)، ولا تسألني عن الأخطاء الستة الباقية، فقد كُنا ثلاثة (لنؤامر) أحدنا، وبطريقة ديمقراطية ونتيجة عربية حصل أكبرنا سناً على نسبة 100% من الأصوات، ولكن الحكمة غابت بهذا التصويت!
فقد كان رجلاً مُبذراً، ينهزمُ أمام (الأكل)، بمجرد أن يرى مطعماً مفتوحاً، يوجه بطريقة ديكتاتورية بضرورة لزوم (الكراسي) والجماعة، وإحضار (المنيو)، فانهارت بذلك الميزانية، وزادت أوزاننا، حتى إنه تذّكر ذات نهار أن أجداده، كانوا يتناولون وجبة عرضية تُسمى (اللطف)، تُقدم قُبيل المغرب للضيوف، فأجبرنا على إدخال الطعام على الطعام بين الغداء والعشاء، و(التلطف من غير حاجة)!
الأمر لم يتوقف عند الأكل! فقد ذهب بنا إلى (الحلاق) لتهذيب شعر رؤوسنا بحجة أن (الشعر الطويل) لا يليق بمرافقيه، الرجل صادر كُل (حرياتنا السياحية) في التجول أو التبضّع أو التنزه، على طريقة لا أريكم إلا ما أرى!
عندها تذكرت الزعيم الراحل (أبو التركمان)، الذي أجبر الجمهورية السوفيتية السابقة على اتباعه في كل شيء، حتى منع الشوارب واللحى عن وجوه الرجال، وحرم النساء من تركيب (أسنان الذهب)، وغيّر أسماء (شهور السنة) لتُعرف بأسماء أفراد أسرته، ولم يشبهه من زعماء العرب سوى (القذافي) الذي بدل الشهور إلى الفاتح والربيع والصيف!
فكّرت بخبث في (نزع الولاية) عن هذا السمين، حتى لا تفسد رحلتنا، فطرحت عليه فكرة أكل (المندي) في بلاد الفرنجة، استحسن الأمر، وعندما دخلنا المطعم وجدنا جدرانه مزينة بالرماح والحبال، فقلت له إن صاحب المطعم من قبيلة (إفريقية)، ولديهم طقوس لضرب (الضيوف بالسياط) قبل تناول الطعام، كنوع من المُباطحة الرجولية، والترحاب البالغ، وأنت (أمير الرحلة)!
ساومته بين التحمل أو التنازل، فقبل (بالخُلع) وهو يتضور جوعاً!
عندها احتسيت (المرَقة)، وأكلت اللحم بالعسل، وفرضت عليهما ضريبة لدعم (القطة) مُقابل كل (لطف) أكلناه، وحرّمت ركوب (التاكسي)، وقضينا بقية رحلتنا نمشي على (الأرجل) حليقي الرؤوس، بعيداً عن الطقوس!
وعلى دروب الخير نلتقي.