الرياض - محمد السلامة:
بحثت اللجنة المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة التجارة الحرة الأوروبية «إفتا» EFTA خلال اجتماعها في العاصمة العمانية مسقط أمس، الإجراءات والترتيبات الفنية النهائية لبدء تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الطرفين والمقررة في منتصف العام الجاري 2015.
كما تم خلال الاجتماع تبادل بعض الوثائق المتعلقة بالتطبيق، والتطرق إلى مهام عمل اللجنة المشتركة من حيث تقسيماتها وصلاحياتها من أجل العمل على حل أي عائق قد تواجهه الاتفاقية في المستقبل. ومن المعلوم أن دول مجلس التعاون أبرمت في منتصف 2009 على اتفاقية التجارة الحرة مع رابطة التجارة الحرة الأوربية «إفتا» EFTA التي تضم تكتلاً مكونًا من أربع دول أوروبية هي سويسرا والنرويج وآيسلاند وإمارة ليختنشتاين. وتعد هذه الاتفاقية الثانية لتجارة حرة شاملة توقعها دول المجلس مجتمعة حيث كانت الاتفاقية الأولى من نصيب سنغافورة. وتهدف هذه الاتفاقية والتي جاء توقيعها في ختام مفاوضات مكثفة استمرت نحو ثلاث سنوات بدأت في حزيران (يونيو) 2006، إلى تحرير التبادل التجاري وتكامل الأسواق وتغطي تجارة السلع والخدمات والمنافسة وحماية حقوق الملكية الفكرية والمشتريات الحكومية وآليات تسوية المنازعات. ومن المتوقع أن تسهم اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين في تعزيز الشراكة الاقتصادية من خلال قنوات التجارة والاستثمار، حيث تقضي بإزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية على معظم السلع مما سيزيد من تنافسية السلع التي ينتجها الجانبان. كما أن من شأنه أن تدعم اقتصادات دول المجلس عن طريق تحفيز الشركات للتصدير إلى الخارج، وأيضاً تساعد في عملية جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دول الخليج. إلى ذلك، أوضح لـ «الجزيرة» الدكتور حمد البازعي نائب وزارة المالية ورئيس الجانب الخليجي المنسق العام للمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون، أنه تم خلال الاجتماع مناقشة عدد من الترتيبيات الفنية والإجراءات التنفيذية اللازمة للبدء في تطبيق اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الطرفين منتصف هذا العام، مشيراً إلى أن من بين هذه النقاط المتعلقة بقواعد شهادة المنشأ للمنتجات الوطنية والسلع التي ينتجها الجانبان والاستثمار وآلية تحصيل الرسوم الجمركية بين الجانبين.
وترتبط منطقتي مجلس التعاون ورابطة الإفتا بعلاقات مميزة في المجال الاقتصادي على وجه الخصوص، وهناك نمواً متسارعاً في حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال السنوات العشر الماضية، ففي حين لم يتجاوز التبادل التجاري بينهما ملياري دولار عام 1999، ارتفع إلى نحو سبعة مليارات دولار في 2008، إلا أن حجم التبادل التجاري بينهما ما زال محدوداً، مقارنة بإمكانات الجانبين وحجم اقتصاداتهما، حيث من المؤمل أن تؤدي اتفاقية التجارة الحرة إلى معالجته عن طريق زيادة التبادل التجاري.
وتستهدف اتفاقية التجارة الحرة تحرير التبادل التجاري وتكامل الأسواق في المجموعتين، حيث تشكل المجموعتان منطقة تجارية كبيرة، تبلغ نحو تريليوني دولار في حجمها الكلي. كما ستسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين مجلس التعاون ومجموعة إفتا بشكل ملموس من خلال قنوات التجارة والاستثمار سواء من خلال إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية على معظم السلع، مما سيزيد من تنافسية السلع التي ينتجها الجانبان ويؤدي إلى تخفيض أسعارها للمستهلك أو في مجال الخدمات، حيث ستعزز الاتفاقية بشكل متبادل الفرص الاستثمارية للشركات والمؤسسات من الجانبين لعقد شراكات بينها في تقديم الخدمات. يذكر أن حجم التبادل التجاري قد تضاعف بين الجانبين خلال السنوات العشر الماضية، حيث ارتفع إلى نحو سبعة مليارات دولار عام 2008. ويعمل الجانبان على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما بما يتناسب مع إمكانات المنطقتين وحجم اقتصاداتهما. وفي مجال الخدمات ستعزز اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين وبشكل متبادل الفرص الاستثمارية بهدف عقد شراكات بينها في تقديم الخدمات.