ليس التشكيليون سذجا أو طيبين إلى حد الغباء وإنما هي طيبة وحقيقية كرم مجتمع كامل يحب الخير للآخرين ويمنحهم المشاركة لتقاسم لقمة العيش التي منحت ملايين البشر ومن مختلف دول العالم الغنية والفقيرة فأصبحت هذه الأرض وهذا الوطن ومجتمعه السعودي بتلك الطيبة حضنا آمنا ودافئا لكل من أتى وأقام فيه.
ومن المؤسف أن نكتشف في محيطنا التشكيلي ممن فتحنا لهم قلوبنا وأبوابنا من يتعامل معنا خلاف ما يبطن ويتعايش معنا بأقنعة تخالف وجهه الحقيقي الذي يكشفه لمجرد صعوده الطائرة مغادرا/ أو عندما تتاح له فرصة في صحيفة لا يتوقع المحرر أن من أمامه يدس السم في دسم الفرصة التي تتاح له للحديث.
قبل أيام تحدث أحد الفنانين من المقيمين من الجنسية السورية (دون تعميم على بقية الفنانين من جنسيته) عن الفن التشكيلي السعودي بأنه لا زال في البدايات، حكم صادر من شخص لم يكن معروفا في بلاده بالقدر الذي أصبح به معروفا لدينا من خلال ما أتيح له من فرص لم يكن يحلم بها، متناسيا أو متجاهلا أو حاسدا لما تحقق للفن التشكيلي وفنانيه من حضور محلي وعربي وعالمي، حصد الفنانون والفنانات السعوديون من خلال ذلك الحضور جوائز وإشادات لم يحصل ذلك الفنان على مثلها في بلاده.
هذا الموقف ليس جديدا ولا غريبا من مثل هؤلاء ( القلة) الناكرين للجميل إلا إذا علمنا أن أصواتهم ارتفعت بمقدار ما امتلأت به جيوبهم من مكاسبهم في هذا الوطن اعتقادا منهم أنهم لم يعودوا في حاجة للمزيد، فقد سبق هذا الموقف مواقف أخرى قبل تطاول أحدهم على فئة من الفنيين خلال إقامتهم معرضا جماعيا لهم ووصفهم بالمتخلفين القادمين من مجتمع يجهل الحضارة، مع أنه لم يكن يملك قبل قدومه للمملكة أكثر مما يستر جسده واستقبل بالحفاوة والترحاب وأشركه إخوته التشكيليون السعوديون في لقمتهم ومعارضهم وسوقوا له لوحاته، ومع ذلك لم يتحمل الإحساس بالحسد والغيرة مما هم فيه.
مع ما يقوم به البعض بعد مغادرتهم الوطن من مواصلة الهجوم والقدح والسعي للتقليل من القيمة والمكانة التي تحققت للفن التشكيلي السعودي على أعلى مستوى في الفكرة والتنفيذ بقدرات تجاوزت ونافست من سبقوهم، فالفنان التشكيلي السعودي يواصل تطوره نتيجة ما يتلقاه من دعم واهتمام فأصبح مطلوبا في الكثير من المحافل العالمية بينما غيره يتوقف لشح الدعم ولغض طرف الآخرين عنه.
ومن المؤسف أن يتصرف مثل هؤلاء بهذا الشكل من رد الجميل ليس للتشكيليين ولكنه للوطن، مؤكدا أن ما يمارسه هؤلاء مهما اختلفت جنسياتهم من تجاوز لن يؤثر على أبناء جلدتهم وجنسيتهم الرائعين في تعاملهم الشاكرين لنعم الله عليهم الحريصين على تعميق المحبة والصداقة فلهم في قلوب زملائهم التشكيليين السعوديين الحب والتقدير.