آمال كثيرة نعقدها على المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، وعلى رأسهم معالي الدكتور عبد العزيز الخضيري وزير الثقافة والإعلام والدكتور عبد العزيز بن سلمة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدولية؛ وذلك للنظر في مشكلة ما زالت قائمة مع ما مر بها على مدى سنوات طويلة، عانى منها الفن التشكيلي السعودي في جانب سوء اختيار بعض الأعمال التي تمثله خارجياً. وقد أشار إلى ذلك التدني في مستوى الأعمال العديد من الأقلام المعروفة بخبرتها والمأخوذ برأيها، ومع ذلك لم يتحقق شيء من إعادة النظر في هذا الجانب، حتى وصل الأمر في كثير من الحالات إلى اكتشاف أن الأعمال في بعض تلك المعارض أو تلك المشاركات الخارجية يتم اختيارها بناء على اختيار شخصي من أحد المسؤولين في الجهة المنظمة لمثل هذه المعارض، الذي يكلف بدوره أقرب الأصدقاء في الساحة التشكيلية، الذي يقوم من جانبه أيضاً باختيار المقربين أو من يمُنّ عليهم بترشيحهم.
أما الموقف الأكثر صدمة فهو أن المسؤول الأعلى مستوى (إدارياً) من المكلف بإعداد المعرض له وجهة نظر ومساحة (لإشراك) أعمال لأشخاص يقول عنهم إن أولياء أمورهم قد أحرجوه، وإن بعض من اختارهم له حظوة وصداقة تفرضان عليه احترامهما.
وكثيراً ما جاءت تلك الاختيارات من تشكيليين هواة متجاهلين الفنانين من أصحاب الخبرات الطويلة، ممن أصبحت لهم أساليب ناضجة. ومن المؤسف أن من كان يقوم على إعداد تلك المعارض يقدم التبريرات غير المنطقية وغير المقبولة، ومنها أن الأمر ليس بيده، وأن طلب الاشتراك في تلك المعارض يأتي في وقت ضيق، لا يسمح بالاختيار أو الاتصال بالفنانين، وخصوصاً من هم خارج الرياض التي تجمع فيها أعمال الفنانين.
وإذا قبلنا بالعذر وصدّقنا أو مرّرنا ما يجعل ذلك المكلف يجمع اللوحات محرجاً في الاختيار فكيف لنا أن نقبل بما يقوم به (المدير) من تمرير لوحات (لأجل عين) فرد من الناس، مع علمه أن مثل هذا التصرف يخرجه من المسؤولية والأمانة التي قَبل بحملها، وأن تلك اللوحات أو الأعمال الفنية تمثل فن الوطن؛ ما يؤكد أن هؤلاء يضعون هذه المعارض وهذه المشاركات الخارجية في دائرة سد الثغرة وملء الفراغ، وإنهاء مهمة، لا أكثر ولا أقل.
إذاً، لماذا لا تُرصد ميزانية خاصة لاختيار الأعمال التي تمثل ما تحقق لهذا الفن من نضج ومستوى عال، يستحق أن يمثل ثقافة الوطن، على أن يكون الاختيار دقيقاً، ويُختار له أسماء رائدة أو من الأجيال الشابة المتميزة، من خلال لجان ذات مستوى كبير في فَهم ما كُلّفوا به؟!
آمال كثيرة نعقدها على المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، وعلى رأسهم معالي الدكتور عبد العزيز الخضيري وزير الثقافة والإعلام والدكتور عبد العزيز بن سلمة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدولية.