رائعة تلك المبادرات التي يبادر بها بعض المعلمين والمعلمات، في بعض مدارس المملكة، للتخفيف من الضغوطات النفسية على الطلبة والطالبات، وذلك من خلال إضافة لمسات من الشوكلاتة والمكسرات والقهوة على قاعة الامتحانات. والغريب أنها تأتي دوماً في مدارس حكومية، في حين أن المدارس الأهلية التي تفرض رسوماً باهظة تتزايد سنة تلو سنة، تخلو تماماً من تلك المبادرات، وهؤلاء يصدق فيهم قول الشايب:
- انتبه لا يأخذون ثياب عيالك!
إن الصور التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي لتلك المبادرات، يقابلها صور لأوراق إجابات بعض الطلبة على أسئلة الاختبارات، وهي إجابات تبعث على الضحك المر والمحزن! مما يجعلنا نشعر بأن القضية ليست قضية خوف من الامتحانات، لم يعد الأمر كذلك أبداً، أو هكذا أظن. القضية لا تزال هشاشة مستوى طلبتنا، وعجز المؤسسات التعليمية عن إيجاد آليات حقيقية لتطوير التعليم وإخراجه من مأزقه الكبير.
الأطفال اليوم يختلفون عن أطفال الأمس. والتعامل معهم يحتاج إلى وسائل وتقنيات مختلفة. وسيهجم عليك أحد التربويين، بقوله:
- أتحدى أن تحتمل الوقوف في فصل ابتدائي لمدة عشر دقائق.
يا سيدي، هذا لأنك لا تزال تقف أمامهم بعقلية عشرين سنة مضت. عقلية « اللي يتكتف، أعطيه حلاوة مصّاص»!! أيها التربوي الهُمام، لقد اختفى المصّاص، بعد أن وصلتَ أنت لسن المراهقة، وعليك أن تبحث عن لغة تتلاءم مع ثقافتهم المعاصرة. وإذا فشلت، فأرجوك؛ لا تلصق فشلك بهم!