مرَّت أكثر من تجربة، قمتُ فيها بحلاقة شعري «زيرو» تعاطفاً مع مرضى سرطان يتلقون العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. ولقد كان لهذا التعاطف أثرٌ على المرضى، لا يمكن وصفه بالكلمات. ومعروف أن الأحاسيس الإيجابية التي يشعر بها المريض تُسهم في مقاومة المرض، وفي تعجيل الشفاء بإذن الله. ومعروف أيضاً أن ثقافة الغرب تميل إلى اللمسات الإنسانية الصغيرة؛ فنجد لهذا السبب العديد من الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تكشف المعاناة الشديدة لهؤلاء المرضى، في سبيل كسب تعاطف المشاهدين، وحثهم على إطلاق مبادرات لدعم أبنائهم وإخوانهم وأخواتهم.
وعلى الرغم من أن معدل الإصابة بالأمراض السرطانية في الشرق لا يختلف عنه في الغرب إلا أننا لا نلمس أية مبادرات ثقافية أو إبداعية تُذكر لنشر الوعي بهذه الأمراض، أو للتعاطف مع المصابين بها. التوجُّه في المجتمعات الشرقية ينحصر في العناوين العريضة التي قد لا تكون الحاجة إليها ملحّة. أما العناوين الفرعية فالجميع لا يلتفت لها، وإن التفت لها أحد فربما يكون محط الاستغراب والاستهزاء:
- ليه تحلق شعرك؟! الله يخلف على أم جابتك!
طالعتنا جريدة الجزيرة خلال الأيام الماضية بخبر عن تبرع الفنانة اللبنانية نوال الزغبي بشعرها لصالح مرضى السرطان. كما طالعتنا بخبر حلاقة الفنانة المصرية إلهام شاهين شعرها بالموس استعداداً لتجسيدها دور مريضة سرطان. ونأمل أن تكون هذه التحركات جادة، وأن تؤثر تأثيراً إيجابياً في تحريك مشاعر الناس باتجاه الشعور الحقيقي بمعاناة أولئك المرضى.