يُردد أهل النيل (الرجّاله لبعضيها)، بينما قالت العرب قديماً (العاقل من اتعظ بغيره)، قرأت سابقاً عن قصة السعودي الذي نسي جواله - لسوء الحظ - في السيارة مع زوجته، لتنقض عليه الزوجة، موجهة له (اللكمات والركلات) أمام المتسوقين، وتصفه (بالخائن) بعدما وردت (رسالة غرامية) لجواله، ليُصاب (بشج) في رأسه، قبل أن يهرب!.
في يوم (ما بانش لي فيه صاحب)، خرجت مسرعاً من المنزل، ناسياً خلفي (هاتفي الجوال)، ولأن زحمة السير في الرياض (تُصيبك بالمرض)، كان من المُستحيل العودة، لأعيش هذا اليوم بدون هاتف وكأني في العصر الحجري - تائه مقطوع - في هذه الدنيا، الهواتف تُصيبنا (بالهوس) مع الاعتماد الكلي عليها، وتسرق منا هدوء الأعصاب، والحياة الهانئة!.
كل مرة تتوفر لي وسيلة اتصال، كنت أطلب من (المدام) نفع الله بجهودها، تزويدي (بالمُستجدات) من اتصل؟ ومن أرسل؟!.
بالطبع اتخذت بعض الإجراءات السريعة، محاولاً تذكر أرقام بعض الأصدقاء (المشبوهين) لتحذيرهم من ممارسة عاداتهم اليومية أو المزاح برسائل أو مكالمات، مؤكداً لهم أن - الهاتف لدى الجهات المُختصة - ولكن الحذر لا يقي من القدر؟!.
عندما عدت للمنزل قرأت المعوذتين قبل أن أدخل، وأكثرت من الاسترجاع والحوقلة، متوكلاً على الله الذي جعل لكل شيء قدرا!.
برفقة (مديرة المنزل) أمسكت (هاتفي)، فماذا وجدنا؟!.
هذه رسالة من أحد (القروبات) تتضمن (أرقام خطابات)! حلفت بالله أن أقطع علاقتي بهم فوراً! أبو عبدالله يقول (صرف المدام، الخميس بنطلع للاستراحة)! مباشرة مسحت رقمه من القائمة!.
هذا مقطع من أبو نايف يقول فيه (البحرين.. البحرين، افتح المقطع وقرر) بالطبع خسرنا أبو نايف للأبد!.
أما أبو طارق فكان مُجرماً بحق، لأنه أرسل (صوراً) علق عليها (يا شين الاستعجال، ملعوب علينا، شف الحريم اللي يندفع فيهن المهر)!.
قضيت أسبوعاً كاملاً فيما يشبه (الإقامة الجبرية)، لتفنيد الأرقام المُبهمة، وحذف الأصدقاء اللي (يسوّدون الوجه)!.
أرجو أن يجد كل (مُبصر) فيما سبق، عظة و ذكرى!.
وعلى دروب الخير نلتقي.