هذا الأسبوع برز على المشهد السعودي قضيتان (لفتاتين قاصرتين) الأولى عُرفت باسم (غيداء الداعية)، والثانية كانت (فرح تُحذر من التحرش)!.
غيداء الداعية كما أُطلق عليها، ظهرت في مقطع فيديو أثار جدلاً واسعاً، عندما قدمت الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة موعظة مؤثرة على مسرح دعوي ضمن ملتقى (أسرتي سعادتي)، تتحدث فيه قبل أن تختلط دموعها بصوتها عن فتاة تسمع الأغاني، ولا تحافظ على الصلوات وماتت على معصية.. الخ، بكت الطفلة قبل أن تنصح الجميع بالتوبة، وطلبت من الحاضرات الحجاب وعدم سماع الأغاني، فيما قال الشيخ بجوارها أنها اختصرت كلامنا وقدمت موعظة للشباب والنساء!.
نحن لا نشك بسمو الهدف، ونُبل الغاية، ولكن إقحام الطفولة في هذه البرامج الدعوية بهذه الطريقة (أمر مُقلق)، وله نتائج غير واضحة، ولا يُمكن أن تُبرر الغاية السامية، هذه الوسيلة الخاطئة ؟!.
القضية الثانية هي للطفلة (فرح)، التي صورت فيلماً (للتوعية ضد التحرش)، ليتفاجأ (والدها المقيم) بابنته تظهر في مقاطع ترويجية للفيلم، ويتقدم بشكوى ضد الشركة المُنتجة بتهمة استغلال الطفلة وبراءتها، دون أخذ موافقه منه، وتدريبها على مشاهد لا يقبلها، ويراها تجارة واستغلال لطفولة (فرح)؟!.
أيضاً مهما كان المُبرر توعويا، ومهما كُنّا بحاجة لبرامج ضد التحرش، إلا أن استغلال الطفولة بهذه الطريقة، وبعيداً عن موافقة وإشراف وعلم الأب - كما يقول في دعواه - يُعد تعديا جديدا على الطفولة، وهو أمر مُقلق ومؤلم، أن يصدر من جهات ومؤسسات إعلامية وإنتاجية سعودية؟!.
أعتقد أن الحادثتين تتطلبان منا، تحركاً جديداً لحماية الأطفال المُشاركين عبر وسائل الإعلام، وحتى نكون مُنصفين وعادلين يجب أن نُشير أيضاً إلى تورط بعض الأعمال (الفنية والغنائية والأعمال الدرامية) في مثل هذه الأخطاء التي تهدم، وتجرح الطفولة!.
نحن على مُفترق طرق جديد، فإما أن نُشّرع قوانين جديدة في هذا الشأن، مع تفعِّيل السابق منها، وإما أن ننتظر مزيداً من الأخطاء، التي سيقابلها حتماً تحرك مُضاد من جمعيات (حقوق الإنسان)، و(حماية الطفولة) العالمية، لتستغل مثل هذا الأمر لتشوية (علاقتنا بالطفل)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.