ننتظر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم اليوم في مباراته الثانية والمهمة في بطولة أمم آسيا السادسة عشرة، التي سيخوضها أمام منتخب كوريا الشمالية على الملعب الأولمبي في ملبورن ضمن المجموعة الثانية في البطولة.
الأخضر خرج من مباراته الاستهلالية في المجموعة بنتيجة غير مستحقة، وخسارة غير منتظرة أمام الشمسون الكوري، إذ خسر بهدف دون رد، بعد مباراة متكافئة، كان فيها الفريق الأفضل في الشوط الثاني (شوط الحسم) والأقرب للتسجيل بعد سيطرة تامة وكرات سانحة وفرص لا تهدر، أهمها ركلة الجزاء التي ضاعت برعونة كبيرة.
ما ينتظره الشعب السعودي عامة اليوم والجمهور الرياضي على وجه الخصوص من لاعبي المنتخب هو رد اعتبارهم، وتأكيد جدارتهم وفرض صوتهم مجلجلاً بقوة على المستطيل الأخضر من خلال الأداء والمستوى والتسجيل أيضًا خلال التسعين دقيقة كاملة، وليس في شوط دون آخر على طريقة (اكتب سطر وأترك سطرًا) التي لا تفيد في كرة القدم، وخصوصًا في المباريات الحاسمة، وذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق النتيجة المطلوبة والمنتظرة.
يملك منتخبنا كل الأدوات والإمكانات التي تؤهله لتقديم مباراة كبيرة وأداء مشرف ومستوى يليق بالأخضر واسمه ومكانته وتاريخه، وبالتالي الظفر بالنتيجة، ويحتاج ذلك إلى استثمار عناصره وأدواته وتوظيفها بالشكل المطلوب لمصلحة الأداء واللعب الجماعي، ودون النظر إلى أي تنظير يكتب أو يقال عن العمل الإداري، فالمسؤولية من وجهة نظري تقع على اللاعبين أولاً ومن ثم مدرب الفريق ثانيًا، حتى وإن كان عمل المدرب يأتي قبلاً.
بالنسبة للاعبين فالمسؤولية الأولى تقع عليهم كما قلت، وباستطاعتهم إعادة الحسابات وإحياء فرص المنافسة على التأهل وكسب المباراة؛ إذا قدموا أداءهم المعروف ومستوياتهم الحقيقية، وحضرت الجماعية والإيثار واللعب لصالح المجموعة وقلة الفردية واختفى الاستعراض وكان شعار كل لاعب اللعب بـ(روح الفريق الواحد) المنتخب السعودي.
من جهة المدرب (السيد أولاريو كوزمين) فهو مطالب باختيار (التشكيلة) المناسبة للمباراة والنموذجية في نفس الوقت، وعليه الخروج من (الحصار) الذي يضع نفسه فيه بالبحث عن أكبر قدر ممكن من الأسماء واللاعبين المنسجمين، إلى التركيز على أكبر قدر من اللاعبين الفاعلين القادرين وهم منسجمون أيضًا، فدرجة الانسجام بين لاعبي المنتخب جميعهم ليست ضعيفة قبل حضوره، حتى يركز أو يبحث عن الانسجام في الأندية، كما هو واضح من خلال العناصر التي يعتمد عليها، وإذا استحضر ذلك في مباراة اليوم ولجأ إليه فسيتاح له فرصة ضرب الفريق الكوري ويستفيد من (عنصر المفاجأة) ويستغله لمصلحة الأداء بإشراك أكثر من اسم لم يتم إشراكهم خلال المباراة الماضية (لظروف مختلفة) إذا فعل ذلك فهو يعني أنه يحدث على تشكيلته عدة تغييرات ستكون (نقطة) تحول كبيرة في الأخضر ليس في مباراة اليوم فحسب وإنما في البطولة عمومًا، إذا قدر له الاستمرار فيها.
كلام مشفر
· لم يكن المنتخب سيء الأداء في مباراته الأولى، خاصة في شوطها الثاني، لكنه أهدر شوطًا كاملاً وأضاع فرص التسجيل في الشوط الثاني، وكان كوزمين حاضرًا بوضوح في الشوط الثاني وهو شوط المدربين، كما يقول الفنيون.
· عنصر المفاجأة (سلاح) قوي يملكه كوزمين يستطيع به قلب الطاولة مبكرًا أمام الفريق الكوري ومدربه، سواء بالاستفادة من أسماء وعناصر متاحة لم تلعب المباراة الماضية لظروف مختلفة، أو حتى بتغيير طريقة اللعب والأسماء التي يعتمد عليها في مراكز مهمة في الوسط والهجوم.
· أتوقع أن يلجأ مدرب منتخبنا السيد كوزمين إلى أكثر من تغيير في تشكيلته من البداية ليستفيد من عنصر المفاجأة ويباغت الفريق الكوري، من خلال إضافة أسماء وعنصر لم تشارك في المباراة الماضية أمام الصين.
.أو حتى من خلال تغيير طفيف في أسلوب وطريقة اللعب، خاصة في الجانب الأمامي، بعدم الاعتماد على الكرات العرضية أو الطويلة الرأسية وإنما التركيز على الكرات الأرضية والبينية واستغلال السرعة والمهارة لدى أكثر من لاعب في التشكيلة
· على سبيل التمني بإمكانه إشراك الكابتن حسن معاذ في الظهير الأيمن للاستفادة من قدراته في المساندة من الطرف والضغط وتحويل الكرات البينية وأيضًا العرضية، وإشراك الكابتن تيسير الجاسم في الوسط لزيادة فاعلية صناعة اللعب والتمرير البيني للمهاجمين ولاعبي الأطراف.
· والاسم الثالث الذي يمكنه الاستفادة منه المهاجم فهد المولد وتوظيف حيويته وسرعته في الارتداد والتحول من الدفاع إلى الهجوم، والثلاثي لم يشارك في المباراة الماضية.
· أدعو بالتوفيق وأسأل الله الفوز للمنتخب في مباراة اليوم ليبقى في المنافسة ويفتح من جديد فرصة وبوابة التأهل عن المجموعة إلى المرحلة الثانية من البطولة وعندها لكل حادث حديث (اللهم وفق وليد عبد الله وزملاءه في مباراة اليوم والمباراة القادمة، واجعل الفوز حليفهم) اللهم آمين.