عرفت الدكتور عبد العزيز عبد الله الخضيري عندما كان ضمن فريق عمل وزارة الشؤون البلدية والقروية لمشروع (خادم الحرمين الشريفين لتنمية وتطوير منطقتي الهدا والشفا والمنطقة الواقعة بينهما) حيث كنت مديرًا للعلاقات العامة والإعلام ببلدية الطائف، وازدادت المعرفة به بعد أن أصبح وكيلاً لإمارة منطقة مكة المكرمة عام 2007م، وكان صاحب حضور وتأثير كبيرين في المناسبات والاجتماعات التي يترأسها ويكون من أولوياته فيها الدقة والتنظيم واستخلاص الأفكار والآراء، وكان (يدفع) من يعرفه قبل حضور أي اجتماع يترأسه إلى الإعداد والتحضير الجيدين، إذا ما أراد المشارك أن يكون فعالاً يستحضر أفكاره ويسمح له بسردها والإبحار فيها والإقناع والمساهمة في القرارات أو التوصيات التي يخرج بها الاجتماع، أو أن يتحول عنه إذا ما كان مترددًا (متعتعًا)، وشخصيًا استفدت الكثير من بعض تلك الاجتماعات التي حضرتها مديرًا عامًا للعلاقات العامة والإعلام أو ممثلاً لأمانة العاصمة المقدسة، كما استفدت من دعمه الشخصي عندما ترأست اللجنة الإعلامية في (اللجنة العامة) للانتخابات البلدية بمكة، حيث وافق على مبادرة المساهمة في برامجها التوعوية بالانتخابات وأهمية المشاركة فيها من منصبه الرفيع كوكيل لإمارة منطقة مكة المكرمة، وكان لذلك أثره الإيجابي على عمل اللجنة.
في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر صدر أمر ملكي كريم بتعيين (معاليه) وزيرًا للثقافة والإعلام، حيث اختير وهو الشخصية التي تمتاز بالعديد من الصفات والقدرات وتولى العديد من المناصب المختلفة، في مرحلة مهمة يعيشها الإعلام وإن حضورًا مختلفًا ينتظر منه ومتطلبات كثيرة يحتاجها في كل مجالات الحياة، ولكني سأختصر حديثي هنا على المجال الرياضي، حيث يعد الإعلام الرياضي ذراعًا قويًا، بل طويلاً جدًا في مجاله، وهو ساحة مفتوحة في أنواعه (المرئي والمقروء والمسموع)، ويعد لاعبًا جيدًا، بل رئيسًا في كل ما يحدث في الرياضة وكل ما يأتي منها وكل ما يؤخذ عنها، وهو يقود ويؤثر كثيرًا في الأحداث والتوجهات والقرارات وردات الفعل، الإيجابية منها والسلبية، وكل ذلك يحدث وهذا الإعلام (مفتوح على مصراعيه)، يعيش الفوضى في كثير من تفاصيله، ليس له إطار واضح ولا تحكمه نظم (مفعّلة) ولا يملك (مرجعية) يستند عليها أو يعود إليها في كل شؤونه ومتعلقاته، وذلك ما يجعله سلبيًا في كثير من الأوقات، والمتهم الأول في الحالة والتأخر (والتناحر) والفوضى والتعصب، وأكثر السلبيات التي تعيشها الأندية والرياضة السعودية، وإذا كان ثمة ما يتوقع وينتظر من معالي وزير الإعلام الجديد من أجل الرياضة والإعلام الرياضي فيمكن أن اختصره (من وجهة نظري) في أهم أمرين عرف أنهما من قضايا معاليه المهمة (التنمية والنظام).
كلام مشفر
- وزيرنا الشاب الذي يملك قبل دكتوراه (التخطيط الإستراتيجي والإقليمي) هو صاحب خبرات في الإدارة (ماجستير في الإدارة العامة والسياسات التنموية) أرى أن أكبر ساحة وأوسع مجالا يمكن أن يظهر فيه توجهاته وخبراته وسياساته هو وزارة الإعلام بملفاتها المتعددة في الثقافة والإعلام.
- النظام المفقود والمظلة والمرجعية المعتمدة اعتبرهما أكبر وأخطر ملفات الإعلام الرياضي التي تحتاج إلى اهتمام وتطوير وتنظيم وإعادة صياغة لتحقيق تنمية أفضل لهذا الإعلام وشاغليه وأيضًا للرياضة والرياضيين عمومًا.
- ومن أهم الملفات ـ من وجهة نظري ـ التي ينتظر الرياضيون والمجتمع عمومًا، من معاليه الاهتمام بها وتنميتها وتطويرها ملف (القناة الرياضية السعودية) التي كانت ازدهرت فترة طويلة عندما تولى وأمسك بملفها مباشرة نائب وزير الإعلام الأسبق الأمير تركي بن سلطان -رحمه الله-.
- وتراجعت وتوارت بعده إلى الخلف كثيرًا وفي الآونة الأخيرة أصبحت خارج المنافسة، مع قنوات ومحطات الدول المجاورة، وبعيدة جدًا عن القنوات التجارية المحلية المزدهرة على حسابها.
- ويبدو أن ربط ازدهار القناة وظهورها وتوجهها وبرامجها بالنقل الحصري لمباريات الدوري السعودي أفقدها العمل والحضور، فيما تحتاج وبإمكانها أن تسجل حضورها وقوتها وتفرض ساعات بثها من خلال البرامج المباشرة التي تترك الاستديوهات (المعلبة) وتلتصق بالشباب والرياضيين مباشرة لتقدم ما يربطها ويربطهم بها.
- ومن الظاهر أن (البيروقراطية الإدارية) التي تضرب بأطنابها في العمل الحكومي لا تزال تسيطر على القنوات الرياضية والتلفزيون عمومًا، رغم تحويله إلى هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية من عام 2012م، لكنها وحتى الآن لم تتخلص بعد من (الروتين) الإداري الحكومي العتيق.
- ومع ملف القناة الرياضية الخطير هناك ملفات أخرى (ملغمة) تتعلق بالشأن الرياضي والشبابي تنتظر معاليه، لعل من أهمها البرامج الرياضية الإذاعية التي تفتقد للحيوية والمباشرة والجدة الزمنية، ولا أدري هل لنا أن نطمح ونتطلع إلى (إذاعة خاصة بالرياضة والشباب في عهد معاليه؟!).