تشير عملية استهداف مجلة شارلي ايبدو، كثيرًا من الأسئلة، وعن مغزى استهداف فرنسا بالذات لتنفيذ عملية إرهابية بحجة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمجلة الفرنسية «شارلي ايبدو» لم تكن الوحيدة، فهناك رسوم كاركتيرية دنماركية مسيئة، وفيلم هولندي مسيئ ووسائل إعلامية أوروبية أخرى.
إذن لماذا استهدفت فرنسا بالذات؟ ولماذا ينفذ العمل الإرهابي المركب ضد المجلة، وان يتبع بعمل ضد متجر يهودي، إذ أثبتت الأحداث أن هناك تنسيقًا ومخططًا موضوعًا سلفًا بين منفذي العمل الإرهابي ضد مجلة شارلي أيبدو، والإرهابي الذي احتجز الرهائن في المتجر الذي يبيع المأكولات والأغذية اليهودية، الهدف هو إثارة أكبر عدد من (الكراهية) والعداء ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا، ومهما ما أذيع من روابط تنظيمية بين الإرهابيين الثلاثة، وبين التنظيمات الإرهابية (القاعدة) و»داعش» وتنظيم جزيرة العرب للقاعدة فإن العمل موجه ضد المسلمين والعرب والسياسة الفرنسية التي ينتهجها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي أغضب الإسرائيليين ومن يقف معهم بالتصويت إلى جانب مشروع القرار العربي الفلسطيني الذي أسقط في جلسة التصويت أمام مجلس الأمن بعد أن عجز في الحصول على تسعة أصوات للدول الأعضاء الخمسة عشرة، ومع أن ثماني دول صوتت إلى جانب مشروع القرار إلا أن تصويت فرنسا كان الأكثر أهمية، فأصوات روسيا والصين مؤكدة دائمًا في القضايا العربية التي تتعارض مع السياسات الأمريكية، ولكن أن تصوت دولة ذات عضوية دائمة كفرنسا في مجلس الأمن، فهذا ما يعطي المشهد أهمية استثنائية، بل إن فرنسا أثرت على لوكسمبورج لتصوت معها إلى جانب مشروع القرار الفلسطيني العربي وموقف فرنسا تجاوز موقف بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، بل تجاوز تصويت دولتين إفريقيتين تخلتا عن كل روابط التعاون العربي والإفريقي ومنها دولة ذات أغلبية إسلامية.
هذا الموقف الفرنسي هل يكافئ من المسلمين بتحريك خلايا إرهابية لإثارة الهلع والخوف وارتكاب جريمتين إرهابيتين وتشغل الفرنسيين أربعة أيام مليئة بالرعب والخوف..؟
هل هذا ثمن من يقف مع العرب والمسلمين وأن يتم العقاب بأدوات إسلامية تدعي وتزعم الدفاع عن نبي الإسلام؟
صحيح أن المسلمين جميعًا يرفضون الإساءات الموجهة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس بالقتل وتنفيذ الأعمال الإرهابية يتم مواجهة مثل هذه الإساءات بل الإقدام على مثل هذه الأعمال الإرهابية هو ما يزيد من موجة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ويدفع الآخرين إلى القيام بأعمال أخرى من خلال الإصرار والمعاندة.
إذن هل هناك مصلحة إسلامية من وراء تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية أم المقصود إحراج المسلمين ووضعهم في دائرة الاتهام والمطاردة ومثل هذه الأعمال لا يمكن أن يخطط لها المسلمون الذين يريدون مصلحة الإسلام والمسلمين، بل هي من تخطيط جهات وأنظمة تكن عداءً للمسلمين وتعمل على توريطهم بمثل هذه الأعمال وتجد من هم على استعداد لخدمة أهدافهم وتنفيذ مخططاتهم.