قدمت السلطة الفلسطينية أوراق الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، وأعلن في نيويورك مقر منظمة الأمم المتحدة قبول عضوية فلسطين في المحكمة الدولية، وبالتالي أصبح من حق الفلسطينيين تقديم شكاوى عن الحالات والأوضاع التي يتعرضون لها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقد ذكر العديد من المتابعين للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن محكمة الجنايات الدولية ستنهمك وتنشغل تماماً إذا ما قدم الفلسطينيون شكاوى عن جميع الانتهاكات التي تحدث لمواطنيهم، وأغلبها تقترب من جرائم الحرب والإبادة البشرية، ففي شهر واحد هو شهر ديسمبر الماضي من العام المنصرم بلغ عدد الانتهاكات الإسرائيلية 182 اعتداء، نفذته قوات الاحتلال ومستوطنون، وقد نشر مركز المعلومات في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ما تم رصده في شهر ديسمبر (كانون الأول).
ويشير التقرير الصادر عن مركز المعلومات إلى أن تلك الاعتداءات اتخذت أشكالاً عدة كان من صورها الاعتداء على الأشخاص والممتلكات, فقد سجل ما يقرب من (70) اعتداء للمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، استهدف المستوطنون خلالها الأطفال.
حيث يظهر التقرير أن عدد الإصابات في هذه الاعتداءات المتواصلة قد بلغ (26) إصابة بجراح، كان من بينهم دهس ثلاثة أطفال وهم: موسى فواز برهوم (17) عاماً من قرية اللبن الغربي قضاء رام الله، والطفل عمرو عثمان زيتون (6) سنوات، والطفل حمادة علي قراعيش (6) أعوام، بالإضافة لدهس المواطن يحيى عزات صبح في منطقة عقبة حسنة قرب قرية حوسان، ما أدى إلى إصابته بجروح ورضوض، والمواطنة امتثال قشوع قرب النبي الياس بالإضافة إلى محاولة اختطاف الطفل نديم مجدي عصعوص (5) سنوات بالقرب من بلدة حوارة، هذا وقام المستوطنون بأعمال عربدة تمثلت برشق سيارات المواطنين المارة بالحجارة وإلحاق أضرار مادية بها، كما قاموا باغلاق طرق زراعية واطلاق النار بشكل عشوائي ومتكرر تجاه المواطنين في المنطقة الواقعة بين قرية وادي رحال ومستعمرة «أفرات «.
واستمرارا لمسلسل الاعتداءات اليومية يكشف التقرير عن إصابة (9) مواطنين خلال مسيرات الحراك الشعبي الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان واصابة المئات بحالات الاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، فيما ارتقى الوزير زياد أبو عين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان شهيداً بعد أن قام جنود الاحتلال بالاعتداء عليه، وذلك خلال مشاركته المواطنين والمزارعين الفلسطينيين ومتضامنين أجانب زراعة أشجار الزيتون في الأراضي المهددة بالمصادرة شرق بلدة ترمسعيا.
من ناحية أخرى, وفي الشأن ذاته لا تزال السلطات الإسرائيلية تستمر في سياساتها العنصرية الممنهجة ضد الفلسطينيين ولا سيما في قيامها بهدم بيوتهم وممتلكاتهم، فوفقاً للتقرير بلغ مجموع عمليات الهدم خلال شهر كانون الأول (43 ) عملية هدم توزعت على: (36) عملية هدم في القدس، (4) في الخليل، (2) في أريحا، وعملية واحدة في رام الله.
في الوقت ذاته أخطرت قوات الاحتلال ما يقرب (58) منزلاً ومنشأة بالهدم ووقف البناء، توزعت على (20) إخطاراً في محافظة الخليل و(10) إخطارات في بيت لحم و(21) اخطاراً في القدس، واثنين في مدينة طولكرم ومثيلها في طوباس وإخطار واحد في نابلس, وآخر في رام الله وقلقيلية.
واستكمالاً للمحاولات الإسرائيلية المتكررة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، يرصد التقرير قيام قوات الاحتلال بتجريف أراض زراعية في قرية كفر قدوم وتجريف مساحات أخرى في بلدة عزون، فيما سلمت قوات الاحتلال رئيس مجلس قروي بيت سيرا أمراً عسكرياً بتمديد سريان أمر عسكري سابق يقضي بمصادرة 9.43 دونمات من أراضي المواطنين هناك، كما واصدرت أمراً عسكرياً بمصادرة 321 دونما من أراضي قرية بيتونيا وقريتي عين عريك وبيت عور الف قوقا بذريعة الدواعي الأمنية، بالإضافة لتجريف أرض تابعة لقرية جالود قضاء مدينة نابلس كما وقامت بتجريف أراض محاذية لمخيم العروب وذلك بذريعة إقامة سياج سلكي جديد بمحاذاة المخيم.
وفي سياق متصل أعلنت الحكومة الإسرائيلية المصادقة على بناء (380) وحدة جديدة في القدس منها 307 في رموت و73 في هار حوما، بالإضافة لقيامها بأعمال التجريف وتهيئة الأساسات في مستعمرة ياكير في سلفيت ومواصلة البناء في مستعمرة ايش كودش في جالود.
وبينما المسجد الأقصى والأماكن الدينية هي الأخرى في مرمى نار الاحتلال يذكر التقرير أن حوالي (22) عملية اقتحام للمسجد الأقصى المبارك أصيب خلالها المئات بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.