الكتاب يمرض ولا يموت، ولا أظن مرضه يدوم طويلاً
يوسف بن محمد العتيق
بعضنا قلق من انحسار الاهتمام بالكتاب أمام الكثير من وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، وهذا قلق مشروع، لكنه يجب أن لا يجعلك تتوقف عن مشاريعك في التأليف والكتابة والنشر، لأن الكتاب باق في وجه هذه العواصف ووجه العواصف التي قبلها.
لكي لا أطيل في الكلام النظري، أطلب منك الآن أن تذهب إلى أي مكتبة تجارية واسأل البائع عن عشرات الكتب القديمة والحديثة ذات الحضور في وجدان المجتمع والناس ستجد أن ما يتجاوز نصف هذه الكتب نفدت، وهم في انتظار وصول طبعة حديثة لها.
لأجل هذا لا ينبغي أن يكون انحسار القراءة والتفاعل مع الكتاب سببا لانصراف المثقفين والمهتمين عنه، بل صاحب الرسالة والفكرة يواصل طريقه الثقافي، وقد لا يجد تفاعلا مع كتابه أو فكرته إلا بعد عقود.
الكثير من الموضوعات لا نستطيع أن نتفاعل معها إلا بشكلها الورقي، وعلى هيئة كتاب، كتب الدين ومذكرات السياسيين، وكتابات المؤرخين، وآراء العلماء والمثقفين، هل تستطيع أن تتفاعل معها بشكلها الإلكتروني كما هو الحال بالتفاعل معها بالشكل الورقي ؟!هذه وجهة نظر أو خواطر تأتي في الذهن بشكل دائم عند الحديث عن الانحناء أمام عاصفة الكتاب الالكتروني والقراءة عبر شاشة الحاسب الآلي.