هذا سؤال مهم لو أردت أن تكتب كتابا عن بلدك فلنقل على سبيل المثال: جازان أو القصيم أو حائل أو الأحساء أو القريات أو سدير أو عرعر وغيرها من مدن وطننا العزيز وشرعت في كتابة هذا الكتاب، وأثناء البحث والقراءة وجدت كتابا مخطوطا عن مدينتك ألفها أحد أبناء هذه المدينة ممن سبقوك بعقود أو قرن أو قرنين من الزمان، حينها ماذا ستفعل؟
هل ستتوقف عن تأليف كتابك الشخصي وتنشر الكتاب المخطوط القديم، أم تقول هذا كتاب قديم ويناسب ذلك العصر ونشره لا يتناسب وعصرنا الحاضر لأن نشر الكتاب القديم قد يتسبب في نشر أخبار وقصص ومواقف لا يحسن نشرها في هذا الزمن، وبالتالي التوقف عن نشر القديم أفضل لوجود محاذير اجتماعية الآن قد لا تكون موجودة في السابق.
والبعض يقول نقيض ما سبق فهو يقول نشر التراث أولى من تأليف كتاب حديث لأن المتقدمين أوثق وأكثر علمية وهم أقرب للأحداث التي يرونها فنشر كلامهم أولى من نشر كلام المعاصرين الذي قد لا يقبله أحد.
وهناك من يتوسط برأي ثالث فيقول أنا أفضل أن أنشر كتابا قديما عن بلدتي وألحق به كل ما جد في هوامش الكتاب بحيث أمزج القديم بالحديث وفي الهامش أنشر ما أريد من معلومات جديدة فأكون قد جمعت نشر القديم مع الحديث.
ولكن صاحب هذا الرأي المتوسط يقف أمام سؤال مهم وهو إذا وجدت في المخطوط القديم عن بلدك حديثا غير مناسب نشره الآن هل تحذفه من الكتاب أم تنشره وترد عليه، أمران في غاية الصعوبة!!