يأتي تكليف معالي الدكتور السبتي وزيراً للتعليم العالي، في وقت يواجه هذا القطاع التعليمي جملة من التحديات، التي تتطلّب تكاتف وتآزر الجهود بقيادة معاليه.
ولا شك أنّ معالي الدكتور السبتي محظوظ بوجود نخبة متميّزة من الأكاديميين المحترفين من ذوي الخبرات الأكاديمية الإدارية العميقة، ممن يعملون في جامعاتهم مشكِّلين عمقاً استراتيجياً لأي عملية إصلاح تعليمي.
هناك اليوم الكثير من قضايا ومشكلات التعليم العالي العالقة التي تحتاج إلى حسم. فهناك مثلاً السنة التحضيرية التي لا يزال يدور حولها كثير من الجدل، خصوصاً فيما يتعلق بنظام إدارتها وبرامجها وكوادرها الأكاديمية.
وهناك قضية التصنيفات الدولية للجامعات التي لا زالت شغلاً شاغلاً لبعض جامعاتنا، هنا لابد من تحديد رؤية وطنية واضحة حيال دخول جامعاتنا معترك تلك التصنيفات.
هناك أيضاً مشكلة الشهادات الوهمية التي أصبحت تغزو مجتمعنا كالجراد، وهنا لابد أن نقف احتراماً للإدارة السابقة على جهودها الكبيرة للحد من هذه الظاهرة، لكن لازالت الجهود في هذا الشأن مطلوبة.
أما قضية القضايا فهي تواضع المنتج التعليمي لجامعاتنا بشكل عام.
فكثير من المؤشرات كشفت عدم امتلاك خريجنا الجامعي للحد الأدنى من المهارات التي تؤهله لمواجهة متطلّبات سوق العمل، وللعيش بفاعلية مع مستجدات الألفية الجديدة.
كما لابد من التدخل لدعم مؤسسات البحث العلمي لتمارس مستويات عليا من الضبط البحثي العلمي، بقصد إخراجه من النمطية والتقليدية السائدة حالياً.
وأخيراً، لابد من نظرة فاحصة لواقع الجامعات الناشئة، وتقييم مستوى أدائها، أعانكم الله معالي الوزير.