أعلن معالي وزير المالية الدكتور/ العساف ان ربع ميزانية التعليم هذا العام سوف يذهب إلى التعليم (217 ملياراً)، وإذا ما علمنا ان خادم الحرمين الشريفين سبق ان وجه بدعم التعليم بـ80 ملياراً خارج مخصص التعليم من الميزانية العامة، فإننا نخلص إلى أن تعليمنا يجد على مستوى القيادة العليا دعما ماليا خرافيا يسيل له لعاب اي نظام تعليمي في العالم، بل اننا نخصص لتعليمنا دعما ماليا يتجاوز ما تخصصه سنغافورة او كوريا لتعليمها.
ان دعم قيادتنا السياسية للتعليم بهذا السخاء يكشف عن ايمان هذه القيادة بأن التعليم والتعليم فقط هو تذكرة دخولنا لنادي الأمم المتقدمة، وهو -اي التعليم- الضامن الوحيد لتحقيق تنمية ونهضة وطنية شاملة تجعلنا مشاركين فاعلين في صنع حضارة اليوم.
هنا يصبح التحدي الحقيقي امام قيادات وزارة التربية والتعليم ان تنجح في تحويل وترجمة رؤية القيادة السياسة لبلادنا إلى واقع ممارس على الارض.
السؤال الكبير الان هو: هل ستكون قيادات وزارة التربية والتنفيذيون بها على مستوى التحدي الملكي لتضع الاستراتيجيات التي تتجاوز مجرد التنظير والسبك اللغوي لتصبح قابلة للتنفيذ والتطبيق في المدارس وداخل الفصول تحديدا؟.
إن صياغة استرتيجيات وخطط تعليمية ومن ثم تحويلها إلى برامج متقنة يحتاج إلى صف من القيادات التربوية المتمكنة المبدعة، ولن يحدث ذلك إلا إذا تحققت شروط أهمها: اختيار القيادات التعليمية وفق معيار الكفاءة أولا، وتعزيز مبدأ المحاسبية والمساءلة في التعليم، وممارسة الشفافية في طرح قضايا التعليم، والتفاعل الايجابي مع ما يوجه للتعليم من نقد، والا تسيطر على التعليم فئة بعينها ايا كانت توجهاتها الفكرية.