فجعنا قبل يومين باستشهاد ثلاثة من رجال أمننا البواسل، وهم في رباط، وهذا الإجرام ليس بغريب على هؤلاء الخوارج، والذين يتغذون على الشر، ولا يطربهم إلا نزيف الدم، وبكاء الأرامل والثكالى، فالروح التي تم فطامها على السوء لا يمكن أن نتوقع منها غير ذلك، ويا لمصير السوء، ونار جهنم لمن قتل مسلما في رباط، وفي أحد أيام البيض الفضيلة، ويصعب على المرء أن يتخيل كيف تم إقناع إنسان، مهما بلغ به الإجرام، أن يقتل نفسه بأبشع الطرق، ويقتل معه مسلما مرابطا لحماية دولة مسلمة، ولكن هذه نتيجة التساهل مع هؤلاء الخوارج، الذين لا زالوا يفجعوننا كل يوم.
الموضوع - يا سادة - أكبر وأخطر مما نتصور، فهناك من يشجب، ولكن دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا، حماية لوطننا، ولشبابنا، فلا يزال هناك من يشجب بلسانه فقط، كما أن هناك تعاطفا مع هؤلاء الخوارج، وما حملات «فكوا العاني» عنا ببعيد، والتبرير للخوارج، والفرق الإرهابية يتخذ أشكالا عدة، يغلب عليها التذاكي، أو لم يكتب مسؤول كبير مبررا وجود داعش والقاعدة بضرب اسرائيل لغزة!!، ولم يجف حبر كتابته بعد، أو لم يقم أحدهم، وهو ذو مقام شرعي كبير، بزيارة أكبر خارجي محرض في منزله، ويقبل رأسه!!، فرجاء لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال، ودعونا نواجه الحقائق كما هي، فقد سئمنا من حفلات التعزية المؤلمة، وشجب الفئات الضالة، فمثل هؤلاء الخوارج لا حل إلا باستئصالهم من الوجود، فلولا وجود النفوس التي جبلت على الشر والعدوان لما أنزل الله قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، مؤكدا بأن القصاص هو أحد أهم أسباب استمرار حياة الأمن والطمأنينة.
اضربوا هؤلاء الخوارج، الذين روعونا، ويتموا أطفالنا، وقتلوا جنودنا بسيف الحق والعدل، واصلبوهم ليكونوا عبرة، فقد قال شرع الله كلمته بهم، فليس كل إنسان يفهم الحلم، والعطف كما يراد له أن يفهمه، فبعض المجرمين يفسر الحلم على أنه ضعف، والمعاملة الحسنة على أنها خوف، وما تكرار عودة بعض الخوارج إلى الإجرام، بعد اطلاق سراحهم إلا دليل على ذلك، وأؤكد هنا على أهمية اجتثاث الفكر المتطرف، فالخطر ليس فقط في القنابل البشرية المنفذة، بل في من يتولون «التنظير» لهم، وهؤلاء نقرأ لهم في وسائل التواصل، وفي المحاضرات، ونسمعهم في المجالس، وهم قد لا يأمرون مريديهم بالقيام بأعمال إرهابية. هذا، ولكن الإرهاب لا يسوؤهم، لأنهم ببساطة ينظرون له، ويبررون لمن قام به تلميحا، وتصريحا، فهل نفعلها، ونعمل سيف الحق والعدل في رقبة الإرهاب والإرهابيين؟!!.