الشاب يوقف عربته جوار عمارة سكنية..
آخر يعتقد أن الموقف ملك له..
نقاش.. يحتد.... يطعن الآخر فيقتله....!
فموقف العربة جوار العمارة يعادل روح القتيل..!
في مكان آخر خلال ساعات
زميلان في المدرسة يختلفان.. يتشاجران.. يحتدان
فيدهس أحدهما الآخر..
فاختلافهما ربما في الرأي، يعادل روح القتيل..!
في مكان آخر خلال ساعات
رجل يحتد مع زوجته، يختلفان, فيطعنها..
قتيلة معلمة القرآن في بيتها..
روحها تعادل السبب عند زوجها..!
في مكان آخر
من يعبث بالحيوان فيحرقه, ويدهسه, ويسجنه، ويعذبه..!
ظاهرة تتفشى..
الاستهانة بالأرواح في مقابل أسباب تافهة..!
لأن أي سبب في الواقع لا يعادل الروح، وشأن حياتها، وموتها يعود لمن خلقها لا للإنسان وحرّم قتلها.., فهو مأمور أن لا يفعل..
غير أن هذه الظاهرة أخذت تنتشر لأن الفاعلين تعاملوا معها كأنها أمر سهل، لم تعد تنكرها نفوسهم..
وفي هذا تغيّر جلي لمسالك هؤلاء من الناس, وتبدل واضح في طباعهم, وتشوّه يستفز في أخلاقهم..
إنه أمر ذو بال..
فكيف تكفُّ الجريمة عند هؤلاء ومن مثلهم، حيث لم تعد تخشاها نفوسهم, ولا تنكرها؟!!
والأمر حين يتعلَّق بهم ويكونون من الشباب فإنه يزداد أهمية..
هل سينشأ الجيل على التهاون، والتراخي في أمر الجريمة..؟ والتعوّد على الشجار, والاعتداء, والطعن، والدهس، ومن ثم القتل..؟!
هذه الآلات الحادة التي كان يرتبك من يجدها قريبة في متناول الأيدي, أصبحت في مخابئ الصغار، وتبلّد الإحساس بالحذر منها, والمهابة من خطورتها..!
ولأننا نرفض انتشار الجريمة، والتعوّد على أخبارها، فلا بد من تضافر نحو مكافحتها بجدية وقوة. ورفض مصادر الثقافة في أساليب تنفيذها, وصد ممارستها.., وهي مسؤولية جميع الأفراد.., ليبقى للمجتمع سلامه وأمنه، والثقة في سلوك أفراده..