يسترجع ما مضى..
لا يتطلع لما سيأتي..
يحصي المآسي قبل المفرحات..،
يدون النكسات قبل المنجزات..،
يبصم النكبات قبل المكاسب..،
يترك الجميل ..، ويدور حول القبيح..،
يجافي الصانع، ويوافي المصنوع..،
كأنه لم يفعل شيئا..!!
يبصر ..، لا يبصر..
يسمع ولا يسمع..
يشعر ، لا يشعر..
ثمة خلط بين عماه، وغباشه، وإبصاره..،!!
يدق مسماره في الغبار،..
يقيم وتده في طمي..،
ينسى وردة في مدى التربة تشق عن جذعها..
يأكل من أطباق غيره..،
يزيد في بقايا طبخته..،
يركض والناس نيام..،
ينام والناس في إصباح..،!!
ينبِّش خشاشا،..
لا يسقي عطاشى ..!
يطبل مع كل رهجة ضوء..
يغفل عن أي بحة جرح..
كأنه الشمعدان في الظلام..،
أو البقعة السوداء في النور..!
لا يعنى بأين، ولا بمن، ولا بكيف..؟
كأنه الدابة العمياء..،
أو الدودة الصماء..،!
ليس واحدا في عشرة، ولا عشرة من مئة..
هو ذا الغثاء المتحدر من «أناه»..
جلبة في غثاء..،!
غوغاء في عاصفة،..
عاصفة في حياض الحياة..،
في مضامير الأحياء..
بينما هي تمضي لا تكترث له..
بينما الأحياء كثر في مداها يمشون على خطاه...
هوذا الحاضر الغائب..،
المتقافز، المتواري...
إنسان الزمن المهدر في فراغ ..!
الهادر في الغوغاء...!!
كأنه لا يفعل شيئا..
لكن الناس مصابون بالصداع..!!