حتى في الشتاء تطفئ الكهرباء..
وقد حسبت أنّ استهلاكها يتوفر في فصل الشتاء، فأنظمة البناء في بيوتنا ليست توفر التدفئة المركزية في جميع البيوت بكل أنماطها وتصاميمها المختلفة، صغيرها، وكبيرها، ضيقَها، وشاسعها..، ولكلِّ من يسكنها ثرياً يتدفأ بالفراء، أو فقيراً يلوذ للأسمال، وظهور الجدران..!!
قبل قليل، والشمس بعد لم تفض لثامها،.. وأطراف ظلمة السحر لا تزال في الفضاء تتمطّى..، صمت على حين غرّة تيار الكهرباء..!!
بلا أية اعتبارات..، ولا أدنى احتمالات.. فالمستهلكون ليسوا في الحسبان..،
البيوت تظلم، وأعمدة الشوارع مضاءةً وإن ذوّبت الشمسُ بنورِها نورَها..!!
صمت تيار الكهرباء وبين يديَّ صفحتي البيضاء، كنت أفضي إليها في انسياب،..
فطفقت أستلهم مصباحي الذي في الجوار..، علَّه يلهمني رؤية لا توليِّ بعدها فكرتي المتوثبة..،
فهي إن ذهبت لن تعود..!!
انتابني شعورٌ هو عادة ما يحل حين الكتابة في المساء..
بدبيب النمل..، ووحشة الظلام، وركض القطط الفارة، والعربات المارقة، وأزيز الأبواب وهي تنفرج ثم تغلق، وثمة من دلف منها خارجاً أو أيباً..، ليل ينطوي بالناس سرهم، وخفاياهم، فرحهم وأحزانهم، ضحكاتهم ودموعهم..!!
تحول مَقبل الصبح لمنتصف الليل..!!
وثمة تيار في عروق، وأوردة الألياف، والأسلاك، والوسائط صامتٌ لا يتكلم...!!
بدأ الصبح اللحظة يشقُّ دربَه..،
ومصباحي لا يزال يتبسّم لي بثمة نور خافت يحتوي حيِّزي الذي ألوذ إليه..!!
وفكرتي التي كانت، ولّت إلى حيث ما...!!
وأنا..، زاهدة في الظلام..!!