** من يعتقد بأن ما حدث ويحدث للهلال ونجومه مؤخراً، سواء داخل الملعب أو خارجه، وسواء داخل البلاد أو خارجها، هي مجرد تصرفات فردية وعفوية، وليست تقصدّية وتربصيّة، وأنه ليس هناك من يقف خلفها ويخطط لها بعناية ودهاء، فهو واهم، واهم، واهم، ولن أقول (أحمق).
** يحدث هذا -مع شديد الأسف- في ظل هوان الكيان على من يعنيهم شأنه، وفي ظل فساد الوازع الأخلاقي لدى مَصدر ومصدّر هذه الأمراض الوبائية الخبيثة وبثّها بين شرائح المجتمع بلا حسيب ولا رقيب، والتي لا تعنيه -بالتأكيد- نتائجها الوخيمة على المدى البعيد، بقدر ما يعنيه مفعولها الآني، المرتكز على ضرورة الإضرار بالهلال بأية طريقة وأية وسيلة ولا يهم ما يحدث بعد ذلك؟!!.
** ولا أحتاج إلى المزيد من البراهين على أنه منذ أن تم اختطاف معظم الوسائل الإعلامية، وتطويعها، وتسخيرها، وتوحيدها عنوة في مهمة تكريس النظرية (الأكذوبة) الكيديّة التي ابتدعها أحد كبارهم في الزمن الغابر للتهرب من فشله في المقارعة الميدانية، من أن للمشهد وجهين فقط، أحدهما مضيء وهو (النصر) والآخر مظلم وهو (الهلال) ومن وقتها والأمور تسير في هذا الاتجاه العفن؟!!.
** ذلك أنه منذ حادثة (كوزمين) التقصديّة الشهيرة التي تضافروا في (حبكها)، ونجحوا في تنفيذها، وبدعم غير محدود من الإعلام إيّاه، وهم لا ينفكّون عن ممارسة هذا النوع من (الخِسّة) بحق الهلال ومنسوبيه، سواء على صعيد التنافسات المحلية، أو على صعيد التنافسات الخارجية، أو حتى على صعيد المنتخب.. بمعنى أنه لا بديل عن أن يظل الهلال هدفاً مستباحاً، حيث لا وجود للشرف وتنافساته في قواميسهم!!.
** ولا أحتاج إلى المزيد من البراهين على أنه خلال العشرين سنة الماضية التي عجز فريق النصر خلالها عن تحقيق الحد الأدنى مما يوازي معدلات (الهياط) والغطرسة الفارغة التي تتلبس أنصاره (في الطالعة والنازلة)، مما دعاهم -كما سبق وذكرت في مقال سابق- للاعتكاف على ابتكار واختراع المكائد والدسائس والتلفيقات لملء ذلك الفراغ الكبير، وحتماً لابد أن تتشكل لتلك المساعي الكثير من الذيول على أكثر من صعيد، وبطبيعة الحال لابد أن يكون المُستهدَف عالي القيمة على طريقة (إذا سرقت فاسرق جمل)؟!!.
** ولأن الهلال ظل المتعهد الرسمي لتمثيل الكرة السعودية خارجياً على مدى عقود، فكان من ضمن تلك الاختراعات تشكيل روابط (صفراء) محلية تنحصر مهمتها في دعم ومساندة الفرق الأجنبية المنافسة له بكل الوسائل، إلى الدرجة التي حدت بتلك الفرق إلى التعبير علناً عن دهشتها جراء تلك التصرفات الشاذة.. هذه حقيقة نشوء الظاهرة القبيحة، وهذا مصدرها ومصدّرها، وحامل وثيقة شرف اختراعها، وحبذا لو أن الأمر اقتصر على مناصبة الهلال هذا النوع من الانحراف الفكري والسلوكي، ولكنه امتد تلقائياً -مع شديد الأسى والأسف- إلى أن طال منتخب الوطن بكل وقاحة.. لهذا شاهدناهم يحملون أسمالهم وطبولهم وشعاراتهم في مدرجات المنتخبات المنافسة لمنتخب الوطن دعماً ومساندة لها ضدّه، وأين، في ملاعبنا؟؟!!.
** السحنات التي هتفت ضد (هلال الوطن) في استراليا، في الطرقات، وفي المدرجات، وفي غرف ملابس فريق سيدني.. وكذلك فعلت حرفياً في الرياض دعماً للفريق الأسترالي، المشجع (المشحون) والأرجح أنه (مدفوع) مع سبق الإصرار والترصد الذي تطاول على مهاجم المنتخب (ناصر الشمراني) منذ أيام لا لشيء سوى أنه أحد لاعبي الهلال.. كل هؤلاء يرتدون ويتباهون بالقميص الأصفر، ولو بحثت في خلفية كل واقعة من هذا النوع لوجدتها ترتدي اللون الأصفر، وكل هؤلاء مخرجات المدرسة التي نشأت تحت بند المجاملات وتطنيش سوءاتها، والتي يقف على رأس هرمها ويرعاها اليوم، هو من خرج ذات يوم عبر الفضاء ليعلن الحرب على المنتخب المعسكر في حينه استعداداً لمهمة وطنية من خلال اتهام أبرز نجومه بتعاطي المنشطات، دون أن يسأله أحد عن غايته الكامنة خلف ظهوره في ذلك الوقت تحديداً، وهم أيضاً ضحايا فكر نماذج من مسيري المدرسة إياها أمثال (المتميلح) الذي تطاول على نجوم المنتخب (العابد والدوسري) باتهامات فاسدة كفساد فكر مصدرها ومتبنيها وناشرها؟!!.
** الشاهد: ما حدث للشمراني رغم أنه في مهمة وطنية رسمية، ويرتدي القميص الأخضر المتزين بشعار الوطن.. لم يكن مصادفة ولا عفوياً، وإنما هو امتداد، وفصل من حبكة طويلة في أجندة عميقة الجذور.. بدليل الاستنفار الإعلامي والشرفي، وعلى كافة المستويات (الصفراء) في سبيل الذود عن أساس المشكلة باعتباره نصراويا، والمطالبة بشنق الشمراني فقط لأنه هلالي رغم أنه كان في موقف الدفاع، وهنا ينطبق عليهم المثل المصري الذي يقول (ماشافوهمشي وهمّا بيسرقوا، شافوهم وهمّا بيتقاسموا)؟!!.
** إذن: وبناء على عشرات الوقائع والشواهد المتواترة والمترابطة والمتجانسة، وبكلما تحمله وتثبته من قرائن وبراهين لا تقبل اللف والدوران.. والتي تنهش في جسد المجتمع، وتعمل على إذكاء روح الكراهية بين شرائحه وأفراده ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل، وبعد أن تبين المصدر والمصدّر لها، وبما أن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من هذا العبث الموغل في (الخبث) والغايات بعيدة المدى.. ولأن ترك الحبل على الغارب من شأنه أن يرفع من سقف (الخراب والتخريب) أكثر وأكثر، وحينئذ يصبح من المستحيل السيطرة على الموقف.. لهذا لا عذر اليوم للعقلاء من استشعار خطورة الأبعاد والنتائج المترتبة على هكذا (فلتان) وبالتالي تحجيم مصادره حتى لو أدّى الأمر إلى الاستغناء نهائياً عن هذا (الجلد المنفوخ) برمّته؟!.