لمعرفة الفائدة التي أنجرها تنظيم داعش للقوى المعادية للإسلام والمسلمين وبصفة خاصة لأهل السنة والدين الصحيح النقي من كل شوائب وتفريغه من مضمونه الحضاري واللغوي بإضعاف العرب ومن ثم إبعادهم وهم الذين تكفلوا بنشر الإسلام بعون الله.
لمعرفة ما حققه «داعش» لهؤلاء الأعداء نرصد الواقع المعاش لأهالي المحافظات العراقية الست التي هاجمتها قطعان «داعش»، فالقوات العسكرية العراقية التي تستعين بقوات ما يسمى بالحشد الشعبي وهو في الحقيقة عناصر المليشيات الطائفية وأهمها مليشيات بدر التي يقودها ضباط وخبراء من الحرس الثوري الإيراني وتضم جنودًا من هذا التنظيم العسكري الإيراني، هذه المليشيات بدأت بتنفيذ مخطط (تطهير) للمناطق السنية في محافظة ديالي ومحافظة صلاح الدين وحزام بغداد، فبعد تقدم هذه المليشيات نحو المدن التي سيطر عليها تنظيم داعش والتي هرب منها سكانها من أهل السنة، دخلت مليشيات بدر تلك المدن وخصوصًا في جلولاء والعظيم والسعدية في محافظة ديالي واستولت على منازل ومساكن أهالي هذه المدن وأسكنت بدلاً منهم عوائل استقدمتهم من المحافظات الجنوبية والوسطى وهو ما تكرر فعله في المدن السنية في مناطق حزام بغداد، إذ تم إخراج سكان هذه المدن من أهل السنة وإسكان عوائل تم أحضارهم من كربلاء والنجف والآن ستتكرر العملية في الضلوعية والكرمة. كما أن المليشيات الطائفية وعناصر الحرس الثوري الإيراني تعمل وبشتى السبل لإفراغ المنازل المحيطة بالمرقدين للإمامين العسكري وسط سامراء، واستبدال العوائل المقيمة في تلك المنازل من مئات السنين وجميعهم من أهل السنة وتسكين عوائل تم جلبها من خارج سامراء ومنهم إيرانيون أطلقوا عليهم بـ(المجاورين) بزعم أن هؤلاء المجاورين سيدافعون عن (العتبات المقدسة الشيعية)، وقد قاوّم أهل سامراء وجميعهم من أهل السنة عمليات التغيير الديمقرافي هذه التي يقودها وينفذها ضباط إيرانيون وحدثت مواجهات أدت إلى مقتل عدد من الضباط الإيرانيين آخرهم الجنرال حميد تقوي الذي أقام له الحرس الثوري الإيراني حفل تشييع كبير شارك فيه قائد الحرس الثوري وأمين عام مجلس الأمن القومي الأميرال علي شمخاني.
عمليات التغيير الديمغرافي التي تكثف المليشيات الطائفية تنفيذها في المدن التي تنسحب منها عناصر «داعش»، أحد المكاسب التي حققها «داعش» للإيرانيين وعملائهم في العراق، وبهذا يكون «داعش» قد حقق نتائج تدعم وتعزز النفوذ الإيراني داخل العراق، فالإيرانيون لا يخفون تدخلهم في العراق وأن قواتهم تقاتل في أكثر من موقع ليس لمحاربة «داعش» بل لتعزيز نفوذ إيران، كما أن عملاء إيران من أمثال هادي العامري لا يخجل من وجوده وعناصر من مليشياته التي تحمل اسم (منظمة بدر) تقاتل تحت امرة جنرالات الحرس الثوري لجعل نظام ملالي إيران القوة المهيمنة الأكثر في الإقليم العربي ولفرض شروطها على العرب مواطنين وحكومات.