تشهد كثير من الدول العديد من المحاكمات التي تجري للمعارضين السياسيين، بعض تلك المحاكمات تتم لأن المعارض تعدى دوره السياسي وارتكب تجاوزات تتعارض مع القوانين والأنظمة المطبقة في بلاده، وبعضها محاكمات كيدية يراد بها إسكات ذلك المعارض وعزله عن الشعب حتى تستكمل الحكومة الإجراءات التي تنوي تنفيذها بعيداً عن إزعاج المعارضين.
صراع مستمر بين الحكومات والمعارضين، ينظر إليه كل من المكان الذي يوجد فيه، والذي ينتمي إليه، فالبعض يرى هؤلاء المعارضين مشاغبين ينفذون أجندات دول أخرى تعمل على التدخل في شؤون الدولة التي ينتمي إليها المعارضون، والبعض يرى فيهم مناضلين يجب الوقوف معهم ودعمهم ونقل مظلماتهم والتعريف بها للضغط على الحكومات للإفراج عنهم وتلبية طلباتهم، فكل يتعامل مع القضية بحسب انتماءاته السياسية والمذهبية والدينية والقومية. وفي الآونة الأخيرة أصبحت إيران في ظل حكم ملالي إيران تتدخل بعد تقديم أي معارض، أو مشاكس في أي دولة مجاورة وبالذات الدول العربية للمحاكمة والتحقيق، وتطالب بالإفراج عن ذلك الشخص حتى وإن كانت الاتهامات الموجهة إليه إتهامات جنائية. حصل هذا عندما حكم على المواطن السعودي نمر النمر الذي أدين بقيادته للعديد من العمليات الإرهابية والتخريبية وتمويله لكثير من أعمال الشغب والتظاهر ضد الدولة، ودعوته وبإصرار على معاداة الدولة التي يعيش في كنفها. ورغم أن نمر النمر قُدِّم إلى محاكمة علنية وحُكم عليه فيما اتهم به من وقائع رافقتها قرائن وأدلة مثبتة، وأن الحكم خاضع للاستئناف، إلا أن الجهات المرتبطة بنظام ملالي إيران شنت هجمات شرسة وبالذات عبر وسائل الإعلام التي تحركها الدوائر المسؤولة في طهران. واليوم تتكرر المسألة مع المواطن البحريني علي سلمان الذي يشغل أمين عام جمعية الوفاق البحرينية التي تعارض كل الخطوات التي أقدمت عليها مملكة البحرين لمواجهة العمليات الإرهابية التي يحرض عليها علي سلمان، بل تمادى في تحريضه إلى مستوى خلق فتنة بين أبناء البحرين من أهل السنة والشيعة.
إيران ومن جديد (عارضت) تقديم علي سلمان للتحقيق في عمل استفزازي وغير مقبول يكشف عن تدخل فج في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين.
إيران هذه التي تدس أنفها في الشؤون الداخلية العربية وتكرر تصريحاتها غير اللائقة التي تؤجج التحريض الديني والسياسي والإعلامي المستمر مما ينعكس سلباً على الأوضاع الداخلية في الدول العربية المجاورة، كان الأجدر بها أن تعالج ما يجري في إيران نفسها من تجاوزات وخروقات لحقوق الإنسان، فأبناء الشعوب الإيرانية مضطهدون ويعاملون بأقل ما يستحقون كمواطنين، فالعرب والأكراد والبلوش لا يحق لهم التعلم بلغاتهم ولا يُهتم بثقافاتهم، بل حتى أبناء القومية الفارسية مضطهد مفكريهم الذين يعارضون النظام ومرميين في المعتقلات من أمثال ميرموسوي وقادة الإصلاحيين الذين مضى عليهم قرابة أربعة أعوام وهم يقبعون في السجون.