إن المعاني الجميلة لا تزهر غالباً في مساحات التفكير الضيقة. فالحياة لا تعاقب أحدا وإنما ذلك نتيجة أفكار سلبية ترسبت عند الشخص.
فنحن نبحث كثيراً عن السعادة وننسى أو نتناسى أنها بين جنبينا. هي تكمن في كلمة.. همسة.. نظرة.. سجدة.. ذكر للرحمن. فأنت من يشعل قناديل السعادة بيديك. دون أن تتعدى على حقوق غيرك. فالتعدي على حقوق الآخرين من السلبيات المستنكرة الذميمة. فلا قانون ولا دستور يشرع لك بهذا الحق. وقبل ذلك كله ديننا الحنيف نهى عن الاعتداء. {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة.
ولو حصل الاعتداء فلا يوجد ما يمنع من المطالبة بالحق. وعدم ذلك يُعدُّ من سلوكيات ضعف الشخصية وعدم شجاعة. فالمطالبة بالحق بروح طيبة ودودة لا يعارض أبداً الأخلاق الكريمة. يقول مارثن لوثر الألماني (لا أحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً). ولا بد أن يعرف كل منا قدراته الشخصية ويضعها حيث يجب. ولنحذر من مقارنة أفضل ما لدى الآخرين بما هو أسوأ ما عندنا. فهذا فيه ظلم للذات وتقليل من حجمها وتصغيرها. فما هكذا يكون التقدير.
فمن تمام العقل وكمال الرؤية ودلالة النضج هو.. النظرة المتزنة الواعية للأمور. فالشخص هنا يمتلك الروح المشرقة ويعي الإيجابيات والسلبيات. ويعطيها قدرها ويعرف كيف يتعامل معها.
إضاءة:
(إن من يفرح بالانتصار بالمعارك الصَّغيرة في حقيقة الأمر هو الخاسر).