لعلَّ الدكتور خالد السبتي، وزير التعليم العالي الجديد، هو أكثر الوزراء الجدد قرباً للمواصفات التي كنت قد ألمحتُ إليها عبر واحدة من تغريداتي، قبل أسابيع من صدور التغيير الوزاري الأخير، فهو أكاديمي متخصص وشاب ومرتبط بالتقنية الحديثة ومؤمن بالشفافية، هذا هو الظاهر ولا أزكيه على الله.
وبحجم الكيمياء التي أشعر بأنها تجمعني معه، بحجم ما سأكون واضحاً في إشاراتي له فيما يخص هموم طالباتنا وطلبتنا؛ طلبة الجامعات والدراسات العليا، سواء في الداخل أو الخارج. فكما يعرف، بحكم عمله السابق كنائب لوزير التربية والتعليم، بأن أهم معضلة نواجهها اليوم هي مخرجات التعليم الثانوي، والتي بسبب ضعفها، تشكّلت لدينا مأساة التعليم الجامعي. وجاء برنامج السنة الجامعية التحضيرية، كمحاولة لإعادة بناء خريجي وخريجات التوجيهي، ولكن دون فائدة حقيقية تُذكر، لسببين: الأول هو الضعف الشديد لمستوى خريجي التوجيهي، والثاني هو عدم ملاءمة برنامج السنة التحضيرية لمتطلبات السنوات التي بعدها. ولهذين السببين، استمر الضعف وتراكم، سنةً جامعية بعد سنة، وانتهى بنا الأمر، كما كان ينتهي في نهاية المرحلة الثانوية؛ خريج جامعي ضعيف لا يعكس حجم الميزانيات الفلكية التي تُصرف عليه!
اليوم لن يغفر أحد للدكتور خالد، عدم استثماره لعلاقته الأكاديمية والمهنية السابقة بوزارة التربية والتعليم، ليجد حلاً وسطياً مشتركاً لمشكلة هذه المخرجات الفقيرة من جامعات المملكة، ابتداء من المرحلة الثانوية أو المتوسطة أو الابتدائية حتى. فلا معنى أصلاً لتقسيم مسؤولية التعليم بين وزارتين، إن لم تكونا مندمجتين في برامجهما اندماجاً إيجابياً.