لا يخفى على وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الجديد، الدكتور سليمان أبا الخيل أن جامعة هارفرد هي مشروع وقفي، وأن أصول أوقافها بلغت 34.9 مليار دولار، مكونة من 11 ألف وقف. ثم بالإضافة إلى التبرعات والواقفين الأجانب، استطاعت الجامعات الأمريكية أن تموّل العديد من الكراسي العلمية ذات العلاقة بالإسلام. وحسب الأكاديمي الإماراتي الدكتور طارق عبدالله، فإنَّ 90 بالمئة من الجامعات الغربية تُدعمُ كلياً أو جزئياً بأموال الوقف، ويصل حجم الوقف في مؤسسات التعليم العالي الأمريكية 118.6 مليار دولار، وفي جامعة كيوتو فقط في اليابان يصل إلى 2.1 مليار دولار، بينما يبلغ وقفُ الجامعات الكندية 5 مليارات دولار، بينما يصل الوقف في 10 جامعات بريطانية 30 مليار دولار. ويغطي العائدُ من الأوقاف في مجال التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، ثلثَ نفقات تشغيل الجامعة، وهو ما يعني أكثر من 1.1 مليار دولار.
وهنا، سوف أسألك يا دكتور سليمان، وأنتَ الذي كنت تقود واحدة من أهم الجامعات:
- ما هو المنجز الوقفي العلمي الذي استطعنا أن نصل إليه اليوم، في ظل كلِّ هذا الحجم من الأوقاف؟!
لن أتوقع منك يا دكتور سليمان، في آخر رسالة أوجهها لك، إلاَّ أن تركّز جلَّ اهتمامك للأوقاف، أن تحيلها من مشروعٍ ساكن بعيد عن التنمية الاجتماعية، إلى مشروع حيويٍّ لا يقربُهُ الفساد، مشروع يخدم المؤسسات التعليمية والطبية والتقنية والصناعية والشبابية والبحثية.