ثلاث مرات لا أكثر بسبب ظروف عملي السابق رافقت معالي وزير الصحة الدكتور محمد آل هيازع في ممارسة الرياضة، في كل مرة كنت أسأل معاليه هذا السؤال:
لماذا تمارس رياضة المشي يوميًا؟
يرد بنفس الإجابة:
الرياضة «صحة»!
هذه الإجابة في حينها كانت أهميتها وتأثيرها لا تتجاوز حدود المكان الذي يجمعني مع معاليه.
لكن اليوم نفس العبارة تختلف قيمتها وأثرها على الوطن في كل مساحاته، عندما يكون وزير الصحة «رياضيًا» ويؤمن بأن الرياضة «صحة» كل هذا باعث للأمل في تعزيز مفهوم الرياضة وأثرها وتأثيرها على صحة الفرد والمجتمع.
مجلة «الأيكونومست» البريطانية في مايو 2014م كشفت أن السعودية الأولى عالميًا في عدد المصابين بـ»السكري»!!.
احصائيات تنذر بكارثة كتبتها المجلة البريطانية في تقريرها بأن «ربع السعوديين يعانون من مرض السكري»، زيادة سنوية في أعداد المصابين بنحو 150 ألف حالة مرضية جديدة سنويًا!!.
وحسب الإحصائية العالمية للاتحاد الفيدرالي للسكري التي صدرت في 14 نوفمبر 2013م حيث بينت أن المملكة تصرف ما معدله ألف دولار سنويًا على المريض الواحد!!.
مجلة «الأيكونومست» البريطانية أوعزت بأن «سوء التغذية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية» هما السببان الرئيسان في انتشار السكري بالسعودية.
يا معالي الوزير:
وزارة الصحة يجب أن تسهم في الوقاية من الأمراض قبل علاجها ولا يخفى عليك بأن كل أطباء العالم يجمعهم مذهب طبي واحد يؤمنون من خلاله بأن «الرياضة» هي سر الوقاية من الأمراض.
يا معالي الوزير:
كل برامج التوعية التي قامت بها وزارة الصحة لم تحقق أهدافها لأنها برامج وقتية تتزامن مع الأيام العالمية ولا يعقل أن توعية لمدة أسبوع واحد فقط سوف تحقق الأهداف المنشودة.
يا معالي الوزير:
علاقة الإنسان في السعودية مع وزارة الصحة تختلف عن كل دول العالم المتطورة، ما يربطنا بها لا يتجاوز: سرير تنويم، مضاد حيوي، إبرة، ألم، صراخ، شهادة ميلاد أو وفاة!!.
في أمريكا وأوروبا وزارة الصحة تحتل المساحة الواسعة من حياة المجتمع، فهي الوزارة التي تصافحهم كل صباح بنشراتها التوعوية في مختلف وسائل الإعلام بتعزيزها لمفهوم الوقاية كثقافة حياة يومية، فالمواطن في تلك الدول يعرف الأمراض وأعراضها وكيفية تجنبها.
يا معالي الوزير:
وزارة الصحة يجب أن تكون شريكًا فاعلاً في الرياضة السعودية وأن توطد علاقتها بالسلطة الرياضية لاستثمار برامجها ومنشآتها للتوعوية والوقاية من الأمراض وأن تعزز ما تؤمن به بأن الرياضة «صحة».
لا يبقى إلا أن أقول:
من يعرف محمد آل هيازع «الإنسان» عن قرب يدرك أن ثقة خادم الحرمين الشريفين هي «وسام» لمواطن مخلص تميز في إدارة جامعة جازان لتصبح من الجامعات الرائدة في خريطة الوطن وسباقة باتفاقياتها مع جامعات عالمية.
يا أبا وليد وفقك الله وأعانك وسدد خطاك...
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.