في يوم الاثنين الموافق 16-2-1436هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - (10) أوامر ملكية كريمة كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، حيث تم تعيين (8) وزراء لعدد من الوزارات الخدمية: الشؤون الإسلامية - الصحة - الشؤون الاجتماعية - التعليم العالي- النقل - الزراعة - الثقافة والإعلام - الاتصالات وتقنية المعلومات - وترقية (2) من العسكريين إلى رتبة فريق - مبارك للوزراء الجدد هذه الثقة السامية الكريمة والدعاء إلى الله بأن يحقق على يديهم الخير والنفع من خلال قيادتهم لهذه الوزارات الخدمية، ويعينهم ويسدد خطاهم ويجعلهم خير خلف لخير سلف، والشكر موصول للوزراء السابقين على ما بذلوه من جهود وما قدموه من عطاء، وفي طليعة تلك الأوامر تعيين الشيخ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل وزيراً للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. ومعالي الشيخ سليمان غني عن التعريف فهو مهندس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي قامت بدورها المتميز في المجتمع خدمة للوطن والمواطن منذ تولي معاليه إدارتها خلال فترتين متعاقبتين، حيث لحقت هذه الجامعة العريقة بشقيقاتها الجامعات القائمة في الوطن، وتميزت في حراك مستمر لا يتوقف على مدار كل عام مر خلال الفترتين اللتين تولى معالي الشيخ سليمان أبا الخيل الإدارة فيهما، حيث تم تطوير الكليات القائمة وإضافة عدد من الكليات العلمية (الطب - الهندسة - الحاسب - العلوم)، وتم إنشاء مدينة جامعية ضمن جامعة الإمام تعنى بالطالبات تحت مسمّى مدينة الملك عبد الله للطالبات. من يعرف جامعة الإمام يدرك حجم العمل والتطوير والتجديد الذي لم يتوقف ساعة واحدة خلال إدارة معالي الشيخ سليمان للجامعة، اضافه إلى زيادة في عدد الطلاب المسجلين بالجامعة في كلياتها ومعاهدها العلمية سواء داخل الوطن أو خارجة، وهناك العديد من الكراسي العلمية في مختلف المعارف والبحوث المتعددة التي أثرت الساحة وميزت جامعة الإمام بما يستحق من خلالها معالي مديرها الشيخ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل بأن يسمّى مهندس جامعة الإمام، وبذلك استحق الثقة السامية من قِبل ولاة الأمر في هذا الوطن، فصدر الأمر الكريم بتعيينه وزيراً للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، لما عهد في معاليه من إخلاص وتفان في العمل ووطنية متميزة كذلك نحسبه والله حسيبه.
معالي الشيخ سليمان أبا الخيل وهو يتقلد منصب وزارة مهمة كوزارة الشؤون الإسلامية، هذه الوزارة الخدمية والتي تتميز عن الوزارات الأخرى بأنها في البداية تشرف على بيوت الله مساجد الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يقصدها المسلم في اليوم والليلة خمس مرات في أداء الصلوات الخمس، وهي تحظى بالعناية والرعاية من قِبل القيادة الرشيدة، ويأتي في مقدمة ذلك العناية بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، هذه الوزارة الفتية في مقدمة اهتماماتها مساجد الله الموجودة في أرجاء الوطن، ويتم تخصيص جزء كبير من ميزانية الوزارة لإقامة وصيانة والعناية بهذه المساجد، إضافة إلى مساهمة أهل الخير من أبناء الوطن الذين تميزوا في إقامة المساجد (جوامع ومساجد فروض ) ومنافعها، بل يتسابقون في ذلك رغبة في الأجر والثواب الذي أعده الله لمن يقيم ويعتني ببيوته، كذلك تعنى هذه الوزارة بالأوقاف وما يتعلق بها والتي تميز بها هذا الوطن، حيث تتم متابعة كل ما يتعلق بالوقف الخيري، والذي يهدف من وراء إقامته الأجر والمثوبة، ويلاحظ أن أبناء الوطن يعنون بهذا ويحرصون علية منذ القديم رغم قلة ما بيديهم آنذاك ويهدفون من وراء ذلك إلى استمرار منفعة هذا الوقف إلى ما شاء الله، وقد تضمنت وصاياهم ذلك، كذلك تعنى هذه الوزارة بكل ما يهم الدعوة الإسلامية في الداخل والخارج، وذلك من منطلق أن الدعوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام، انطلقت من هذه البلاد المباركة قبل (1436) عاماً حمل لواءها الرسول الكريم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وصحابته الميامين من بعده بدءاً بخلفائه الراشدين رضي الله عنهم ثم سلف الأمة الصالح من بعدهم رحمهم الله ومن تولى أمر المسلمين حتى قيام وتأسيس هذا الكيان على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - ومن تولى القيادة من بعده من أبنائه رحم الله الأموات وحفظ الأحياء من كل سوء ومكروه، وهذه البلاد لازالت مصدر إشعاع ومنطلق لدعوة الإسلام الصحيح الخالي من الشوائب، حيث لا إفراط ولا تفريط، وهذه الوزارة التي تم إسنادها لمعالي الشيخ سليمان أبا الخيل كذلك تعنى بكل ما يهم الإسلام والمسلمين، وما يرفع من شأن العقيدة الصحيحة ويؤسسها في النفوس، ثم يأتي دور المراكز والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد والتي تساهم من خلال ما لديها من تعليمات وتوجيهات بالدعة بالداخل.
وكذلك تشرف هذه الوزارة على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية والمنتشرة في أرجاء الوطن، والتي تولي كتاب الله عناية خاصة حفظاً وتفسيراً، ولا أدل على ذلك من وجود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، الذي يعنى بكتاب الله طباعة وتجويداً وحفظاً، وهو محط اهتمام ولاة الأمر وعنايتهم من خلال هذه الوزارة الفتية.
ومعالي الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل يتولى حقيبة هذه الوزارة، بعد أن حقق نجاحاً باهراً في قيادته لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهذا ما يجمع عليه الكثير، يتولى هذه الوزارة المتعددة الخدمات يأتي في مقدمة ذلك الخطاب الدعوي ومنبر المسجد، في وقت تقارب فيه العالم وأصبح كقرية واحدة من خلال تقنية المعلومات والثورة العارمة في وسائل الاتصال الاجتماعي وفي عالم تسوده الاضطرابات والصراعات الفكرية والحزبية وأحداث تتسارع بشكل ملفت للنظر تجعل الحليم حيران.
معالي الشيخ سليمان أبا الخيل وهو يتقلد هذه الوزارة حظي بثقة ولاة الأمر وبحسن الظن بأنه سيكون على قدر المسؤولية، وسيبذل قصارى جهده في التصدي لما يتعرض له الوطن وأبناؤه من هذه الهجمة الفكرية الشرسة والتي تهدف إلى زعزعة الأمن وخلخلة الترابط والتكاتف الذي يتميز به أبناء الوطن.
معالي الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل يجزم الكثيرون بأنه سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وذلك بمشيئة الله وتوفيقه لما عرف عنه من مواطنة صادقة وإخلاص وبذل وشجاعة وإقدام في كل ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن، فهنيئاً لهذه الوزارة بهذا الوزير وللوطن بشكل أشمل وأعم.
شكراً خادم الحرمين الشريفين على اهتمامكم وحرصكم على كل ما يحقق للوطن والمواطن من تقدم وازدهار وشمول للخدمات المتميزة للوطن وأبنائه، ومن يستظل بظله، سلمت أيها الوطن من كل سوء ومكروه وإلى مزيد من العطاء والرخاء والنماء.