الاحتفاء بيوم الوطن (84)

تشرق شمس يوم الثلاثاء 28-11-1435هـ معلنة مرور (84) عاما على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه حيث أبلا غفر الله له ورجال كانوا معه من أبناء هذا الوطن بلاء حسناً، ووحدوا هذا الكيان الشامخ على بركة الله فكان إعلان المملكة العربية السعودية عام 1351هـ إيذاناً بمولد هذه الدولة المباركة والتي اتخذ ولاة أمرها كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وما كان عليه سلف الأمة الصالح منهجاً للحكم بين أفراد شعبها ومنطلقاً لنهضة تنموية شاملة في كل المجالات.

منذ التأسيس المبارك وولاة الأمر حرصوا ويحرصون على أن تكون دولة مستقلة ذات سيادة تهتم بالدرجة الأولى بمنطلق الدعوة الإسلامية (الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك المشاعر المقدسة التي يفد إليها كل عام ملايين الحجاج والعمار لأداء مناسك الحج والعمرة فينعمون بالأمن والأمان ويقضون نسكهم بكل طمأنينة ويسر وسهولة وما هذه التوسعات التي تتوالى وتجد العناية والاهتمام من ولاة الأمر إلا برهاناً ساطعاً على ذلك.

إضافة إلى اهتمام هذه البلاد بكل ما يهم الأشقاء العرب والمسلمين أينما كانوا بل العالم أجمع، فبلادنا والحمدلله حباها الله بخيرات وفيرة وأفاض عليها من نعمه التي لا تعد ولا تحصى ومع ذلك لم تنس دعم الأشقاء من العرب والمسلمين وكذلك العالم كلما كان هناك داع لتلك المساعدة وبالذات ما يتعلق بفلسطين وأبناء فلسطين حيث لا زال الدعم والمؤازرة للأشقاء الفلسطينيين مستمر وعلى كافة المستويات وكذلك الأشقاء العرب ممن تعرضوا لمواقف أحوجت إلى مساعدتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً بل بلادنا المباركة لم يتوقف دعمها الإنساني حتى لكافة شعوب العالم أينما كانوا متى ما كانت هناك أزمة وحاجة للمساعدة.

وبلادنا وهي تقدم تلك المساعدات والإعانات سواء كانت للأشقاء العرب أو المسلمين أو العالم أينما كان لا ترغب مقابل ذلك جزاء ولا شكورا وإنما رجاء الأجر والمثوبة وحباً في المؤازرة والمساعدة لمن يحتاج إليها.

هذه المملكة العربية السعودية دولة تعتبر كالنجم المضيء في هذا العالم وهي تتمتع بحمد الله بالأمن والأمان والاستقرار ورغم ما يكيده الأعداء قربوا أم بعدوا فثباتها واستقرارها يؤكد حسن القيادة وما يتمتع به ولاة أمرها من حكمة وحنكة وما يكون من تلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية في عالم مضطرب تعصف به الفتن صباح مساء.

يحتفي الوطن وأبناؤه بهذا اليوم المجيد (84) ليؤكدوا للعالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية ستبقى بمشيئة الله دولة إسلامية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى تحكم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وما كان عليه سلف الأمة الصالح وهذا ما يؤكده ويتمسك به ويعلنه ولاة أمرها (خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله ويؤكد ذلك تمسك أبنائها بشريعة الإسلام الخالدة واعتزازهم بذلك مع البعد عن الغلو والتطرف حيث يركن إلى ذلك فئات من البشر في هذا العالم المضطرب ممن يدعون الإسلام ويعملون أعمالاً تخالف وتناقض دين الله الخالص الذي نزل على قلب محمد النبي الأمي الأمين عليه الصلاة والسلام.

فدعوة إلى أبناء وطني رجال ونساء أن يكون احتفاؤهم بهذا اليوم وهذه الذكرى العطرة احتفاء له طعم آخر وله شكل آخر احتفاء يعني أن يحفظ الجميع وأن يحافظ الجميع على هذه الإنجازات التي تعم أرجاء الوطن وهي إنجازات تنموية شاملة تتطلب من الجميع المشاركة والمساهمة فيها بكل جد وإخلاص كذلك الحفاظ على الأمن والأمان وأن يكون كل مواطن ومواطنة رجل أمن يحرص حرصاً أكيداً على مقدرات الوطن فأمن الوطن خط أحمر لايسمح بتجاوزه أو القرب منه وما أكثر الأعداء في هذا الزمن ولكن خابوا وخسروا فعين الله ترعى هذا الوطن وأبناءه ثم قيادة حكيمة واعية وشعب يكن الاحترام والتقدير لولاة أمره.

ثم شكراً لجريدة الجزيرة التي شاركت وتشارك أبناء الوطن بالاحتفاء بهذا اليوم المجيد وذلك من خلال تخفيض قيمة الاشتراك لمدة سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، ثم الشكر موصول لرجال أمننا البواسل العيون الساهرة على أمن هذا الوطن في جميع قطاعاتهم العسكرية نهنئهم بهذه المناسبة والله نسأل أن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل وأن يقيهم كل شر وفتنة.

اللهم لك الحمد والمنة على هذا الخير الذي يعم أرجاء الوطن وهذا الأمن والاستقرار والطمأنينة وكل عام ووطني المملكة العربية السعودية وقادتها وأبنائها وبناتها بخير وعافية.