شعرت بقلة النصيب بعد أن سمعت وقرأت آراء الضيوف والزملاء المشاركين في حفل «الجزيرة» السنوي لهذا العام.
سبق أن شاركت العام الماضي في ذلك المهرجان الجميل «دوما معا» الذي اعتادت أن تقدمه مؤسسة «الجزيرة» الصحفية كل عام، وعبرت عن استمتاعي وابتهاجي في حينه.
قلت للزملاء في مراكز المسؤولية في المؤسسة إن الابتهاج يتضاعف بسبب الإتقان الاحترافي للتنظيم والتنسيق تحت إشراف المدير العام الناجح المهندس عبداللطيف العتيق.
نحن كسعوديين لم نتعود بعد على تسليم المسؤوليات كافة في إدارة شيء كبير ومعقد إلى طواقم سعودية من الألف إلى الياء.
الإشفاق أو الخوف من أن تفشل أو تتعثر خطوة ما، فتنعكس على المشروع كله يجعلنا نحجم عن المغامرة بتحميل كامل المسؤولية، إدارة وإشرافا وتنظيما على شبابنا السعودي المؤهل الذي ينتظر بلهفة لخوض التجربة.
بالكلام البسيط، جيل الكبار من المسؤولين يقيس قدرات الشباب على مقاييسه وقدراته، فلا يمنح جيل الشباب كامل ثقته في إدارة عمل جماعي معقد بسبب تعوده على دفع المال للعنصر الأجنبي مقابل الخدمات.
تجربة العام الماضي مع «الجزيرة» وحفلها السنوي في دبي أبهرت كل الضيوف بتميز الأداء التنظيمي والإداري والإجرائي من قبل طواقم الشباب في المؤسسة، منذ نقطة التجمع في مطار الملك خالد الدولي ثم الاستقبال والتوزيع في مجموعات على مقرات وبرامج الضيافة في دبي، ولاحقا مهمة التوديع في رحلة العودة إلى الرياض.
ربما كانت مراسيم الاستقبال والتوزيع والتوديع هي الأقل تطلبا برغم أهمية الانضباط الزمني والمكاني فيها.
المهمة الأكبر تتركز في ترتيب البرامج واللقاءات والتجمعات الاحتفالية وضبط حركات المجموعات في نزهات تثقيفية وحوارية بوسائل مواصلات متعددة وفي مدينة مزدحمة تعج بالحركة والنشاط مثل دبي.
لست في وارد الثناء على المسؤولين الكبار في مؤسسة «الجزيرة» الصحفية، ماعدا في أمر واحد هو إعطاؤهم الثناء المستحق في إلقاء كامل المسؤولية على طواقم الشباب السعودي المؤهل في المؤسسة، بإشراف قيادي سعودي كفء اسمه عبداللطيف العتيق.
حين تستطيع بجهازك الوطني الشاب إدارة التنظيم الزمني والحركي والتطبيقي لأعداد كبيرة من الضيوف مختلفي الأمزجة والأعمار، وبإتقان كامل وابتسامات لا تفارق وجوه أفراد طاقمك، تكون حينئذ قد قدمت تجربة ناضجة وخدمة وطنية ترفع من درجات الفرح بالاعتماد الكامل على النفس.
لا تحضرني تجربة وطنية ناجحة مماثلة، سعودية بالكامل، سوى تجربة التشغيل الذاتي بكوادر سعودية لمستشفى الملك خالد الجامعي ومدينة الملك فهد الطبية.
بالأمس استلمت بسرور بالغ وامتنان كبير إصدار «الجزيرة» الأنيق والفاخر عن رحلة العام الماضي إلى دبي.
بعد التمعن في الصور الجميلة وقراءة تعليقات الثناء على التجربة، ندمت على تخلفي عن الركب هذا العام، وبالذات على غيابي عن التعريف بالنقلة النوعية المقبلة في صحيفة «الجزيرة» تبويبا وتصويرا وطباعة.
لذلك يؤسفني أنني لن أكون حاضرا في الإصدار المقبل.
مهما أردت الابتعاد عن تملق الرؤوس الكبار في مؤسسة «الجزيرة» الصحفية، لن أستطيع غمطهم حقوقهم في كسب الرهان في التجديد واستقطاب الكفاءات الوطنية والإعداد لتسليم المسؤوليات لشباب أثبتوا جدارتهم في حسن الأداء والالتزام بروح الفريق.
إلى اللقاء في العيد المقبل أيها الزميلات والزملاء.