«فلسفة كل ما حولنا ضرورية لأن للأشياء حقيقة مخفية يلزم معرفتها»
اعتمد أمس سمو الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم إجراءات مهمة للتخفيف من معاناة المعلمات في الذهاب والإياب للمناطق النائية. هي حلول شجاعة ومهمة حتى لو أنها ليست جذرية لكنها ضمن المتاح لوزارة التربية والتعليم لمشكلة ليست من صنعها.
تأخير بدء الدوام ساعة+ جعل العمل الأسبوعي ثلاثة أيام لكل معلمة+ ضغط الخطة المدرسية في المدارس الابتدائية في المناطق النائية+ تكليف المعلمات بقية الأيام في أقرب مقر لسكنهن ضمن حدود المنطقة المعينات فيها+ ترك هذه الخيارات للمعلمات.
لاشك هو اجتهاد مقدر ويأتي ضمن سلسلة الحلول والتجارب التي سعت فيها الوزارة عبر تاريخها للحد من معاناة المعلمات وموتهن على الطرقات. آخر الحلول التي ألغتها الوزارة قبل نحو عامين:
- التعيين بشرط الإقامة في المنطقة.
الذي فتح ثغرة فساد كبير بتزوير عقود تأجير وهمية من قبل ملاك الشقق والفلل في تلك المناطق وبيعها على بعض المعلمات حتى ينلن الوظيفة، ثم بمجرد مباشرة بعضهن يبدأن بالشكوى للصحف عن ظلم الوزارة لهن بتعيينها لهن في أماكن بعيدة ونائية!!
لا بد أن تتضافر جهود جميع الوزارات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني كافة على تطوير هذه الحلول المؤقتة إلى أن تبلغ مرحلة الحلول الجذرية
للمشكلة وتختفي من مشهدنا الثقافي والاجتماعي هذه المشكلة المؤلمة (موت المعلمات على الطرقات) مثلنا مثل كل بلدان الله الواسعة فلا ذكر لهذه المشكلة إلا لدينا نحن فقط دوناً عن بلاد العرب والمسلمين والهند والسند وأذربيجان والاتحاد الأوروبي والأمريكيتين الشمالية والجنوبية.
هي مشكلة أرى أن المسئول عنها هي ثقافة المجتمع التي تحجر على المرأة مجالات العمل في المدن وترغمها على البحث عن وظيفة نائية دون أن يكون هناك استثمارات في القرى النائية في إسكان المعلمات أو نقلهن.
فيضطررن إلى أن يرصصن أنفسهن في سيارات قديمة كما ترص البضائع، مع أن أغلب المعلمات يقسطن سيارات جديدة يتركنها مثل الأصنام عند بيوتهن.
الحلول الجذرية تكمن في تغيير الثقافة المجتمعية التي تجعل من المرأة قنبلة موقوتة في كل شيء وتحجر عليها ثم تتباكى على تعيينها بعيدا!