يجب أن تكون يا دكتور محمد آل هيازع مؤمناً بأن التوجه للرعاية الصحية الأولية هو التوجه الصحيح، لأنه هو الذي سينقذك من المحرقة التي أودت بتاريخ كل الذين تولوا حقائب وزارة الصحة.
كنت بالأمس قد وضعت أمامك الخط الأول الذي يمكن أن تكتب عليه حروف مسيرتك المهنية كوزير للصحة، وهذا هو الخط الثاني.. وأقولها بكل صدق: لقد فشل الآخرون، كل الآخرين، في التعامل مع ملف الرعاية الصحية الأولية، لأنه مثل التثقيف الصحي، لا أمجاد فيه، ولا كاميرات تلفزيون ولا صحافة.. وستسألني:
- لماذا تكرر الصحافة والتلفزيون؟!
أكررها، لأننا لم نحظَ بتنفيذي صحي لا يعبأ بالصحافة والتلفزيون، ويضحي بهما في سبيل المحافظة على أرواح الناس.
هذا هو التحدي الأكبر أمامك يا دكتور محمد.
قال الكتّاب: الأطباء فاشلون في إدارة وزارة الصحة.. وها أنت اليوم وزير لها، دون أن تكون طبيباً، بل مديراً لصرح تعليمي، فهل ستملك الجرأة للاستماع لمن بُحّتْ أصواتهم وهم يضعون الأولويات للوزراء السابقين، ولا حياة لمن تنادي؟!
إذاً، أنت أمام مشروع الرعاية الصحية الأولية الجبار، الذي سيخفف عليك معظم الأعباء التي ستثقل كاهل المستشفيات التي تديرها.. أعطه الأولوية القصوى. نجاحك مرهون به، وسوف لن تنجح بدونه.. وسأعطيك مثالاً بسيطاً؛ مركز رعاية صحية أولية في واحدة من أكثر المناطق حيويةً، في العاصمة الرياض، لا يمتلك أية مؤهلات لأن يستقبل مريضاً. كيف بك في مركز رعاية صحية أولية في صامطة؟!
* غداً، إشارة أخيرة.