الرسالة الثالثة التي يجب أن نوصلها نحن الإعلاميين للزميل الدكتور عبدالعزيز الخضيري، وزير الثقافة والإعلام الجديد، هي أننا نقدّر صعوبة المرحلة التي جاء فيها؛ إذ تهدد بلادنا مجموعة من الظروف الأمنية والسياسية والفكرية والاقتصادية، لعل أولها الإرهاب وتراجع أسعار النفط. ومن هنا، فإن مهامه أكثر صعوبة من أي وزير سبقه، من الوزراء الذين حاولوا واجتهدوا، لكنهم لم يستطيعوا إخراج التلفزيون من أزمته الأزلية في إقناع المشاهدين وفي جذبهم إليه.
لقد تحدثت في المقالين السابقين عن الصخرة التي تختبئ وراءها معوقات نجاح التلفزيون، ويبقى أن أشير إلى عنصر مهم يجب أن يتوافر في الوزير؛ لكي يزيل الصخرة بما وراءها.
هذا العنصر هو الشجاعة في مواجهة كل من يحاول أن يلبس ثياب «المصلحة العامة»؛ لكي يمرر مصالحه، إما بالبث أو بالمنع، وأن تكون هناك رؤية موحدة يقودها هو، وينفذها الجميع، دون فذلكة وادعاءات بأن الوزير لا يعرف «المصلحة العامة» كما يعرفونها هم! ومن هنا، فإن الوزير الجديد مسؤول عن اختيارات الرجال والنساء الذين يشاركونه قيادة سفينة الإعلام في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة، التي ربما تصل إلى درجة (نكون أو لا نكون). وهذه ليست مبالغة بقدر ما هي قراءة للواقع، دون تزييف أو تخفيف.
أحب أن أشير في نهاية رسائلي لوزير الثقافة والإعلام الجديد إلى أنني أحترم كل القيادات الإعلامية السابقة والحالية، ولم يكن بيني وبين أي منها إلا الحب والتقدير المتبادلان، لكنني أتحدث هنا من باب إبراء الذمة.