فجأة صرخ بجواري (أحد المسافرين) الذي تعرَّفت عليه للتو في (الصالة التنفيذية)، زاعقاً (ما يجوز.. وشذا الحسي) ؟! فكدت أن أركله (برجلي)، على اعتبار أنها إحدى وسائل التدريب التي تلقيتها لتخليص (الممسوس) بتيار كهربائي!
تعوذت من إبليس وسألته (عسى ما شر)؟!
فقال: يا أخي ناس يحرفون في الدين على (كيفهم)؟ هذه (شعيرة)؟ ما ينبغي؟!
فقرأت الخبر الذي يقول (لأن المؤذن لا يلتزم بالوقت، آثر أهالي إحدى قرى تهامة عسير الاعتماد على أذان ساعة المسجد، المربوطة بالميكرفون الخارجي)!
فقلت له: يا أخي وين المشكلة، ألا تعلم أن دولاً عديده تعتمد على الأذان الموحّد، عبر الأقمار الصناعية؟ المسألة واسعة بارك الله فيك، بل إن إذاعة القرآن الكريم اعتادت (رفع أذان العشاء بالرياض مُسجّلاً بصوت الشيخ الدغريري)!
مباشرة تحول النقاش إلى القضية الأكثر جدلاً من تأثير (البترول الصخري) على (البترول الخام) ليسألني: وش موقفك من الشيخ أحمد الغامدي، بعد أن أظهر (وجه زوجته) في التلفزيون؟!
فقلت له و(ما شأني) بالشيخ وزوجته؟! بل وش مصلحتك من معرفة موقفي؟!
وبحكم أنني من رواد مقاعد (الضيافة) اللي يدفعون (فلوس تذاكرهم) من جيوبهم، ذهب هو للدرجة الأولى، وجلست أنا بجوار (شاب مصري)، وغلطتي الوحيدة أنني سألته (أخبار مصر إيه يا باشا.. الدنيا مولعة)؟!
لينفجر في وجهي: شفت الأزهر عمل إيه مع (الهلالي صاحب الفكر المنحرف)؟ طبعاً لا علاقة له (بزعيم الأندية) فهو الشيخ والمفكر المصري (سيد الهلالي)!
الذي أثار غضب الشارع المصري بسبب تصريحاته حول أن الشهادتين ليستا شرطاً (للمسلم) فشهادة واحدة تكفي.. إلخ!
فقلت له في أحد يقرب لك في (الدرجة الأولى)؟!
لماذا هذا الجدل في مجتمعاتنا العربية؟ لمصلحة من ينشغل الشارع؟ ويتحدث المفتي؟ ويصدر الأزهر بياناً ضد أحد منتسبيه؟!
هل أثر طرح (وسائل الإعلام) باهتمامات المواطن العربي لهذه الدرجة؟ لينشغل بهموم بعيدة عن واقعه المعيش، ولقمة عيشه، وتطوير نفسه ومجتمعه، ويتفرّغ للجدل والنقاش العقيم في أمور لم يكن له الخيار في طرحها.. تحقيقاً لمقولة (مع الخيل يا شقراء)!
أكثر ما خشيت منه، أن يسألني سائق التاكسي في مطار دبي عن (أزمة رهائن سدني)؟!
فإذا به يقول (ليش مافيه مدرب مال سعودي تيم؟ انتا شيل كأس، كثير فايدة - فزاع -)!
وعلى دروب الخير نلتقي.