عبدالله شاب سعودي يعمل (مقدم طعام - Waiter) في أحد أفخم الفنادق (بجدة)، سألته: هل تجد (حرجاً) عندما تُقدم الطعام لزبائن (سعوديين) في سنك؟ وربما كان بينهم (زملاؤك في الدراسة)؟ أو أحد (أبناء حارتكم)؟!.
أجابني: أليس هذا (عملي) وواجبي الوظيفي؟ إذاً لا عيب فيما أقوم به، سابقاً كنت أجد (حرجاً)، أما اليوم فأنا (فخور جداً) بما حققته، وأذكر أنني قدمت الطعام للسيد (بيل غيتس) ذات مرة عندما زارنا في الفندق، أنجح رؤساء الفنادق في العالم بدأوا (حاملي حقائب)، وتدرجوا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، لدي هدف، وسأحققه (يوماً ما)!.
الشيف التنفيذي للخطوط السعودية (ياسر جاد) قال لي إن (ابنه الصغير) كان يجد حرجاً عندما يسألونه في المدرسة (ماذا يعمل والدك)؟ بعد أن قرر التحول من (العمل الإداري) ويدخل المطبخ؟!.
الطفل كان في حيرة، هل يقول لهم (والدي طباخ)؟! نظرة الصغار لن ترحم (زميلهم)، فهي انعكاس لنظرة مجتمع بأكمله، عندما ننظر للأشياء (بعين منقوصة)، و نصر على تمسكنا (بمفاهيم خاطئة) خصوصاً فيما يتعلق بالوظيفة أو المهنة.
في (العالم الأول) لا يهمهم ماذا تعمل، المهم أنك قادر على العيش بحياة كريمة، في نهاية اليوم تجد (عاملاً بسيطاً)، يجلس إلى جوار (رئيس مجلس إدارة شركة) يأكلان في مطعم واحد، كل له أحلامه وطموحاته، ولا أحد يصادر حق الآخر!.
تُكبلنا (نظرتنا الدونية) لبعض الأعمال، فلم يكن (الطفل الصغير) وحده من يحاصر (ياسر) في بداية عمله، أسئلة عدة كانت تدور حول مصير (عائلة بأكملها) متعلقة بـ(ماش يونيفورم) يرتديه (كل صباح)؟!.
نجح ياسر في تجاوز (ثقافة العيب)، وحقق له ولأسرته شهرة كبيرة، فهو يتقاضى اليوم (مرتباً عالياً)، ويشار له بالبنان (كشخصية عامة) وشهيرة، تظهر (في التلفزيون)، وهو رئيس لجمعية الطهاة السعوديين، يتحولق حوله الناس، رغم أن ابنه خجل يوماً أن يقول (والدي طباخ)!.
فكر في الغد، ودع غيرك ينشغل بـ(يومه)، هي ذات القاعدة الذي يطبقها (عبدالله) الآن!.
وعلى دروب الخير نلتقي.