عمان - الجزيرة - خاص:
أكد سفير المملكة في عمان الدكتور سامي الصالح أن التنسيق بين بلاده والأردن "وصل في هذه المرحلة إلى القمة".
وأشّر د.الصالح إلى معطيين اثنين لزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الأسبوع الحالي إلى المملكة العربية السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.
وقال د.الصالح في لقاء خاص لـ -عمون- إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لخادم الحرمين الشريفين هي زيارة تأتي في إطار التشاور واللقاءات المستمرة بين القيادتين وهذا اللقاء الثاني بعد لقاء جدة قبل ثلاثة شهور ما يعطي دلالة ومؤشراً على عمق العلاقة وعمق التواصل بين القيادتين والبلدين".
و"الشيء الثاني، أضاف الصالح، يتضمن منهجية التشاور والتنسيق العالي بين البلدين والذي وصل في هذه المرحلة الى القمة وطبعاً الآن المصير مشترك والعدو مشترك فلابد من التنسيق ولا بد من الإعداد ومثل هذه الزيارات متكررة حتى بين المسؤولين" في الدولتين.
وحول التنسيق الأمني بين المملكتين لمواجهة خطر الإرهاب، أعاد الصالح تأكيده على قوة التنسيق بين البلدين "من أعلى القيادتين إلى الأجهزة الأخرى".
وقال "التعاون بيننا قديم ولكنه أخذ زخماً أكبر خلال هذه الفترة"، بسبب "ما تمرّ به المنطقة من أحداث ومشاكل"، وهو ما يتطلب أن "يكون هناك تنسيق عالٍ من الناحية الأمنية والعسكرية بين البلدين فالخطر واحد ونحن حالياً نحتاج إلى الأردن والأردن يحتاج لنا ولا بد من أن نكون على قلب رجل واحد". وزاد "العلاقة الاردنية السعودية هي نموذج ومثال يحتذى به في العلاقات العربية والتنسيق العالي المستوى والتواصل المستمر ليس في الجوانب الامنية فقط بل هي في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وكل الجوانب".
* الحدود بين البلدين
وبسؤاله عن الحدود بين البلدين وحصول عمليات تسلل لمسلحين أو لمهربي مخدرات، رأى السفير الصالح أن الحدود بين الأردن وبلاده "والحمدلله.. من أفضل الحدود بالنسبة للمملكة مع أي دولة مجاورة شقيقة بفضل التنسيق عالي المستوى وبوجود لجان مشتركة" بين الطرفين. واستدرك الصالح "موضوع المخدرات موضوع مهم جداً والتعاون فيه عالي المستوى بين البلدين"، وقال "السعودية تشهد غزواً كبيراً للمخدرات سواء من الناحية الشمالية مع الأردن أو من الجنوب مع اليمن والتنسيق مع السلطات الأردنية واليمنية كبير وعالٍ.. وأكثر من 90 % تضبط بفضل التعاون بين البلدين". أما بالنسبة للمسلحين، أكد السفير السعودي أن "السلطات الأردنية مسيطرة سيطرة تامة على الحدود سواء الشمالية أو غيرها والسلطات الأردنية تقوم بواجبها على أكمل وجه وبالنسبة لنا لا يوجد الهاجس الكبير من هذا الموضوع".
* السعوديون في الأردن
وذكر السفير الصالح أنه يوجد في الأردن 7 آلاف طالب الجزء الأكبر يدرس على حساب التعليم العالي والحكومة السعودية و2000 شخص يدرسون على حسابهم الخاص فيما يوجد ألف يتلقون التعليم والتأهيل في مراكز الاحتياجات الخاصة.
وتوقع السفير السعودي ارتفاع أعداد مواطنيه القادمين إلى الأردن بقصد السياحة بنحو 25 إلى 30 بالمائة عن أرقام العام 2013، والتي دخل الأردن خلالها مليونان ومائة ألف سعودي.
* دعم السعودية للأردن
وعدّ الصالح ما تقدمه السعودية من دعم للأردن "واجباً عليها"، وقال "ما يجمع بين البلدين هو كبير جداً.. وكما ذكرت من عمق العلاقة بين القيادتين والشعبين والمسؤولين تحتم علينا مساعدة الأردن ونتلمس ما نستطيع تقديمه للأردن وخصوصا في وقت الأزمات".
وأضاف "في الفترة الأخيرة وبعد اللجوء السوري، كانت المملكة في برنامج حزمة المساعدة الخليجية للأردن وقيمتها مليار و250 مليون دولار ومدة البرنامج 5 أعوام ونحن في العام الثالث قطعنا أكثر من 80% من البرنامج وتم توقيع الكثير من الاتفاقيات ونهاية الحزمة خلال الشهر القادم، حيث سيأتي وفد من صندوق التنمية السعودي لتوقيع أربعة مشاريع مهمة جدا سواء في بناء أو توسعة مستشفيات بالإضافة إلى طرق ومدارس".
وزاد "الأسبوع الماضي تم تدشين قسم الحروق في مستشفى الأميرة سمية في إربد وهو أكبر وأهم قسم لعلاج الحروق والموجه للمواطنين الأردنيين وأيضاً السوريين المتضررين مما يجري عندهم في الداخل.. وكما ذكرت الدعم متواصل ولم يتوقف".
* مجلس الأعمال المشترك
وأعلن السفير الصالح أن اجتماع مجلس الاعمال السعودي الأردني سيعقد خلال شهر يناير المقبل في عمان.
* الأردنيون في السعودية
السفير الصالح قدّر أعداد الأردنيين في السعودية بحدود 200-250 ألفاً، مشيداً بالأيدي العاملة الأردنية في بلاده والتي تعمل في أغلب القطاعات، وقال "الكل يشيد بهم، فهم متعلمون ومدربون".
وقال "المواطن الأردني اكتسب في السعودية الميزة والخاصية وهو مطلوب في سوق العمل"، منوهاً في سياق حديثه بزيادة الإقبال على الأساتذة الأردنيين في الجامعات السعودية وبخاصة بعد التطور في التعليم السعودي وزيادة عدد الجامعات من 9 إلى 29 جامعة.
وشدد على أن "المواطن الأردني مميز سواء في الأعمال القيادية أو الفنية"، مشيداً بالتعليم في الأردن، ووصفه بأنه على مستوى عالٍ ويضاهي دولاً متقدمة تأهيلاً وإعداداً.
* الخطر الأكبر
ورأى الصالح أن الخطر الذي يهدد المنطقة هو "التشويه لصورة الإسلام الجميل.. الإسلام الوسطي"، وقال إن هجوماً كبيراً يتعرض له الإسلام في الوقت الراهن كما لم يحدث في التاريخ من "طمس ومسح لكل معالم ديننا الحنيف دين المحبة ودين الوسطية ودين يساعد ويقبل الآخر وينبذ العنف ودين رسالته سامية ويحمل رسالة جميلة ولكن للأسف ما يحدث في العراق وسوريا هو تشويه للإسلام من قتل وذبح وهدم".
وأشار إلى أن "الاسلام دخل في العصور الأولى وكانت منطقة مسيحيين وقبلهم الإسلام ولم يقتلهم وكان يقول لهم حتى الشجر لا تقطع وهذا خطر يواجه أمتنا وعقيدتنا".