بغداد - الجزيرة - نصير النقيب:
أعلنت مصادر حكومية رفيعة المستوى في العراق عن قرب وصول وفد دبلوماسي سعودي إلى بغداد لمعاينة مقر سفارة المملكة الجديد الذي سيكون في المنطقة الخضراء.
وقالت تلك المصادر لـ(الجزيرة): إن المملكة العربية السعودية بصدد إرسال وفد فني خلال الأسابيع المقبلة لمعاينة مقر السفارة التي تنوي افتتاحها في المنطقة الخضراء وبالتنسيق مع الحكومة العراقية ووزارة الخارجية.
وأشارت المصادر إلى أن الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين وفتح صفحة جديدة من العلاقات التي سادها التوتر خلال الفترة السابقة. ويأتي هذا في الوقت الذي بحث فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي والوفد المرافق له مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سمو الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من الوزراء والمسؤولين الإماراتيين رفيعي المستوى سبل تعزيز العلاقات وتطويرها بين البلدين.
العبادي أوضح في بيان صدر عنه ليلة أمس أن زيارته إلى الإمارات تأتي ضمن توجه الحكومة العراقية للانفتاح على الدول الشقيقة بما يعزز المصالح المشتركة والأمن والاستقرار، مثنيًا على مواقف الإمارات الداعمة للعراق وشعبه في مواجهة عصابات «داعش» الإرهابية، ومساهمتها في البناء والاعمار وتضمن جدول زيارة رئيس مجلس الوزراء لقاءين مع شركتين للعقارات والاستثمارات، وزيارة إمارة دبي للقاء نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس الوزراء وحاكم دبي، فضلاً عن الاجتماع مع عدد من رجال الأعمال العراقيين المقيمين في الإمارات وكان التنسيق الأمني والتعاون الاستخباري لمحاربة «داعش» وفتح الباب الاقتصادي والاستثماري، وإسناد صندوق دعم النازحين وإعادة الاعمار، هي أبرز ملفات الحوار التي ترتكز عليها زيارة العبادي إلى الإمارات، بحسب ما أفاد به الناطق الحكومي رافد جبوري.
من جانبه أكد المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحديثي، في حديثه لـ»الجزيرة « عن استعداد الإمارات لدعم العراق في حل الأزمة الاقتصادية في ظل انخفاض أسعار النفط وقال: إن المباحثات التي يجريها رئيس الوزراء تأتي في إطار التوجهات الحكومية للانفتاح على الدول الإقليمية ودول المنطقة ومنها دول الخليج لكسر جمود العلاقة الذي ساد في الفترة السابقة وتشمل المباحثات تعاونًا مشتركًا في ملفات الاقتصاد والاستثمار والأمن والاستخبارات والاعمار.
إلى ذلك، لقيت هذه الزيارة ترحيبًا نيابيًا حيث أكد نواب لـ»الجزيرة « أنها ستفتح آفاقًا جديدة من التعاون مع البلدين بعد أن كانت متوقفة لاسيما في الجانب الاقتصادي والتجاري واتفق البرلمانيون في العراق على ضرورة تطبيع العلاقات مع الخليج، والعمل على كسب دعمهم لصندوق النازحين واعمار المناطق المتضررة، والاستفادة من تطور الملف الاقتصادي في الإمارات وفتح آفاق معها بهذا الخصوص، كاشفين عن إمكانية إيجاد تعاون تجاري كبير بين البلدين، فمن جانبه أكد رئيس كتلة الإصلاح هلال السهلاني إلى أن الحكومة تعمل بسياسة الأبواب المفتوحة وتترجمه الزيارات لدول مختلفة بضمنها دول الخليج، مشيرًا الى أن العراق يحتاج إلى بناء علاقات على مختلف الأصعدة الأمنية والاقتصادية مع كافة الدول.