يتدفق عشرات الآلاف من اللاجئين، الذين أغلبهم يأتون من الدول الإسلامية والعربية بعد تمادي أنظمة القمع للشعوب، حيث شكلت دول الشرق الأوسط النسبة الأكبر في هروب مواطنيها صوب الدول الغربية في أوروبا حتى أمريكا وأستراليا، ومع أن أغلب هؤلاء يصبحون غذاء للأسماك في البحار بعد أن تعجز المراكب عن استيعابهم بعد أن يحشر داخلها المهربين طالبي الهجرة، وتغذت أسماك البحر الأبيض المتوسط وسواحل إندونيسيا وأستراليا على أجسادهم الغارقة، إلا أن نسبة كبيرة يحالفها الحظ في الوصول إلى بلدان اللجوء التي تستقبلهم وتقدم لهم الأمان والمسكن والمساعدات الاجتماعية والصحية في مساواة مع مواطنيها، هكذا تعاملت السويد والدنمارك والنرويج، وأستراليا وفرنسا وبريطانيا، وأمريكا حتى ضاق المواطنون في تلك الدول ذرعًا بهؤلاء اللاجئين الذين يتطفلون على دافعي الضرائب، وكان من المفترض أن يرد هؤلاء اللاجئون الدين للدول المستضيفة، إلا أن البعض منهم نقلوا انحرافهم السياسي وعقدهم النفسية والطائفية، فعاثوا فسادًا وإرهابًا وشكلوا قواعد خلفية للجماعات الإرهابية فالبعض يشكل خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ التعليمات الواردة إليها من بلد المنشأ خدمة لتوجهات وأجندات سياسية، والبعض يقوم بعمليات إرهابية في المناطق العامة ووسائل النقل، في (مترو) الأنفاق ومحطاته، أو تفجير الطائرات أو احتجاز الرهائن.
آخر العمليات الإرهابية التي شهدتها إحدى أهم الدول التي فتحت أذرعها للاجئين ما شهدته العاصمة الأسترالية سيدني عندما قام لاجئ إيراني باقتحام مقهى في حي الأعمال، وقرب برلمان ولاية جنوب سيدني، اللاجئ الإيراني حمل رشاش كلاشينكوف، واحتجز عددًا من رواد المقهى الذين كانوا يتناولون الإفطار وأجبرهم على رفع راية داعش، وهو ما أثار التساؤل، فاللاجئ الإيراني معمم ومن المؤيدين لنظام ملالي إيران، فهو (ملة) مثلهم ولا يعرف كيف منح اللجوء السياسي، ويعتقد كثير من قادة العمل الإسلامي في أستراليا أنه أحد أركان الخلايا النائمة للنظام الإيراني، وأنه بإجباره الرهائن على رفع راية داعش، أراد توسيع الكراهية لهذا التنظيم الذي صنعه النظام الإيراني بالتعاون مع نظامي بشار الأسد ونوري المالكي، والهدف هو ترسيخ النظرية التي بدأ الغرب يقتنع بها وهو أن الإرهاب الإسلامي يرتبط بالمكون السني، وبما أن الأستراليين وغيرهم من الأوروبيين لا يستطيعون أن يفرقوا بين مسلم يرتدي العمامة وآخر يرتدي البدلة، فإن رفع راية داعش يرسخ النظرة التقليدية عن المسلمين الذين يفرضون رأيهم بالإرهاب وقوة السلاح.