بيشاور - عواصم - وكالات:
ارتكبت حركة طالبان باكستان أمس الثلاثاء أكثر المجازر دموية في تاريخ باكستان، بعد أن شنت هجوماً على مدرسة في مدينة بيشاور يدرس فيها أبناء جنود، ما أسفر عن سقوط 141 قتيلاً بينهم 132 طالباً انتقاما لهجمات الجيش الأخيرة على معاقلهم، وهو الأمر الذي تبرأت منه حركة طالبان الأفغانية مؤكدة أن (القتل العمد لأناس وأطفال ونساء أبرياء يتعارض مع مبادئ الإسلام).
الهجوم الذي انتهى بعد معارك استمرت سبع ساعات مع مقتل ستة مهاجمين أشاع هلعاً في البلاد وبين المراقبين، بعد أن روى ناجون كيف انتقل المسلحون من صف إلى آخر ويقتلون عشوائياً أولادا لم تتعد أعمارهم 12 سنة.
بدأ الهجوم عند قرابة الساعة10.30 بالتوقيت المحلي (5.30 ت غ) عندما هاجم ستة عناصر مقنعين من طالبان المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة. وكان في المدرسة حوالي 500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً. وقال متحدث باسم الجيش (بدأ الإرهابيون يطلقون النار عشوائياً فور دخولهم إلى المدرسة ولم يكن في نيتهم احتجاز رهائن). وأوضح أن المهاجمين (كانوا يرتدون سترات محشوة بالمتفجرات ويحملون ذخائر وطعاماً لعدة أيَّام). وخلال بعد الظهر كان الجيش يعلن تقدم قواته كلما قتلت قوات الأمن عناصر من المجموعة أو عمدوا إلى تفجير السترات الناسفة التي كانوا يرتدونها. وقبيل الساعة 18.30 بالتوقيت المحلي (13.30ت غ) أعلنت الشرطة انتهاء الهجوم ومقتل ستة مهاجمين.
وصرح المتحدث باسم الجيش الجنرال اسيم باجوا أن الهجوم أسفر عن 141 قتيلاً بينهم 132 تلميذاً وعن إصابة 124 شخصاً بينهم 121 طالباً. ومن سريره في المستشفى قال أحد الناجين ويبلغ من العمر 16 عاماً إن عناصر طالبان الذين كانوا يرتدون اللباس العسكري كانوا يطاردون الأولاد تحت المقاعد لقتلهم.
وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه (المأساة الوطنية) التي ارتكبها (وحوش)، وقرر التوجه إلى مكان وقوعها للإشراف بنفسه على العملية وهو أمر نادر في بلد اعتاد على الهجمات التي تشنها طالبان. وأضاف (هؤلاء الأطفال هم أولادي، البلاد في حداد وأنا في حداد). وأعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم لإظهار أنها لا تزال قادرة على ضرب قلب المؤسسات رغم إضعافها جراء هجمات الجيش. وقال محمد خراساني المتحدث باسم طالبان لوكالة فرانس برس إن مقاتلات الجيش تقصف ساحاتنا العامة ونساءنا وأطفالنا كما تم اعتقال الآلاف من المقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربائهم.. لقد طلبنا تكراراً بأن يوقفوا هذا الأمر). وأضاف (في مواجهة تصلب الجيش اضطررنا لشن هذا الهجوم بعدما تحققنا من أن أولاد عدة مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة).
في المقابل أدانت حركة طالبان الأفغانية الهجوم. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في بيان (القتل العمد لأناس وأطفال ونساء أبرياء يتعارض مع مبادئ الإسلام ويجب على كل حزب إسلامي وحكومة إسلامية وضع هذا المعيار في الحسبان). وطالبان الباكستانية منفصلة عن الأفغانية لكنها متحالفة معها عبر الحدود. وتهدف كل من الحركتين للإطاحة بحكومة بلدها وإقامة دولة إسلامية. كما دانت كل من الأمم المتحدة والهند والدول العظمى الغربية من واشنطن إلى باريس الهجوم الذي آثار صدمة لدى الحكومة والجيش.