القاهرة - وكالات:
أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة أمس الثلاثاء استئناف تقديم خدماتها العامة بالكامل بعد «حل المسائل الأمنية المتعلقة بمبنى السفارة»، بعد تسعة أيام على تعليق عملها لأسباب أمنية دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكانت بريطانيا قد علقت خدماتها العامة في 7 كانون الأول/ ديسمبر «لأسباب أمنية». وجاء قرار تعليق الخدمات وسط تزايد هجمات المسلحين في مصر ودعوة تنظيم داعش للجماعات التابعة له إلى استهداف المصالح الغربية في دولها. وقالت السفارة في بيان الثلاثاء: «استأنفت السفارة البريطانيّة في القاهرة خدماتها العامة أمس الثلاثاء 16 كانون الأول/ ديسمبر، بعد حل المسائل الأمنيّة المتعلِّقة بمبنى السفارة بالتعاون مع الحكومة المصرية». ويقع مقر السفارة البريطانية بجوار مبنى السفارة الأمريكية في حي غاردن سيتي بوسط القاهرة، وكذلك مبنى السفارة الكندية التي لا تزال خدماتها معلقة، في منطقة تضم العديد من المصالح الحكومية المصرية، وعلى رأسها مقر الحكومة والبرلمان وعدد من السفارات.
وأثنى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على التعاون المصري لإعادة فتح السفارة في القاهرة، دون إعطاء مزيد من الإيضاحات. ونقل بيان السفارة عن هاموند قوله: «إنّه من دواعي سروري أن تستأنف السفارة البريطانيّة في القاهرة خدماتها العامة بالكامل أمس. وأُعرِب عن امتناني للتعاون الوثيق من قِبَل الحكومة المصرية الذي جعل هذا الأمر ممكناً».
من جانبه، قال السفير البريطاني لدى مصر جون كاسن «إنه بفضل التعاون الحَيَوي الذي قدَّمته الحكومة المصريّة استأنفنا الخدمات العامة بالكامل في السفارة البريطانيّة في القاهرة». لكن السفارة الكندية المجاورة في القاهرة لم تستأنف عملها بعد. ولا تزال السفارة الكندية تضع على موقعها الإلكتروني «نظراً لأسباب أمنية، سفارة كندا في القاهرة مغلقة حتى إشعار آخر». فيما تقول رسالة مسجلة على الهاتف الأرضي للسفارة «السفارة حالياً مغلقة». وشددت البعثات الدبلوماسية الأجنبية إجراءاتها الأمنية منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013، التي تلتها هجمات على قوات الجيش والشرطة المصرية. ولم يتم استهداف أي مصالح أجنبية في مصر بشكل مباشر منذ ذلك الحين. ودعا تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق المجموعات التابعة له إلى استهداف المصالح والمواطنين الأجانب في دولها، وخصوصاً المواطنين المنتمين إلى الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم. ونصحت بريطانيا رعاياها بعدم السفر إلى شمال سيناء وبعض المناطق في جنوب سيناء والمنطقة الحدودية مع ليبيا. واعتبرت بريطانيا أن جماعة أنصار بيت المقدس، التي تتخذ من شمال سيناء قاعدة لها، والتي أعلنت البيعة لتنظيم داعش، هي «أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً». كما أصدرت كندا تحذيرات مماثلة لرعاياها، ونصحتهم بـ»تجنب التنقلات غير الضرورية في مصر بسبب الوضع الأمني الذي لا يزال من الصعب التكهن به، وبسبب استمرار التظاهرات في مناطق عدة من البلاد».
من جهة أخرى، أجرى سامح شكري وزير الخارجية المصري اتصالين هاتفيين مع نظيره الأمريكي جون كيري، وتم التشاور حول الأفكار الخاصة بسبل تحريك المفاوضات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل نهائي لها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إن كيري أحاط شكري بنتائج اتصالاته ولقاءاته الأخيرة مع رئيس الوزراء نتنياهو ومع وزير الخارجية الفرنسي فابيوس. وأضاف بأنه تم التداول حول الاتصالات الجارية بين الجانبين العربي والأمريكي في إطار التنسيق المستمر المشترك. يُذكر أن الوزير سامح شكري يقوم بزيارة حالياً لدولة الكويت، يترأس خلالها الجانب المصري في الدورة العاشرة للجنة المصرية الكويتية المشتركة.