تونس - فرح التومي - الجزيرة:
مع بداية العد التنازلي ليوم الاقتراع للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ازداد الجدل والسجال بين المترشحين الاثنين الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس والمنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته، فيما لوحظ تراجع اهتمام عامة الناخبين بمجريات الحملة الدعائية للمتنافسين الذين قللا من حدة الاتهامات المتبادلة بينهما وبين أنصارهما.
فعلى وقع اختلافات خطيرة تهدد وحدة الحركة، تكثفت اجتماعات قيادات حركة النهضة بأبرز القواعد في مسعى لامتصاص غضبها وتمتين علاقتها بالقيادة، بعد أن شهد اجتماع مجلس شورى الحركة نهاية الأسبوع الماضي خلافات عميقة بين أبرز عناصرها التي تتمسك بوجوب إعلان موقف مساند للمرزوقي، فيما تتمسك أغلب القيادات بانتهاج سلوك الحياد وترك حرية الاختيار للقاعدة الانتخابية النهضوية التي تناهز المليون صوت ويحسب لها ألف حساب في ميزان المقترعين.
وتشير مصادر مقربة من حركة النهضة إلى أن ضغوطات قوية تمارسها بعض الأطراف الداخلية والخارجية على القيادات النهضوية لمواصلة التمسك بسياسة الحياد تجاه المرشحين الاثنين للدورة الثانية من الرئاسية، في وقت تعمل فيه أسماء بارزة في الحركة على دفعها دفعًا إلى مساندة المرزوقي لقطع الطريق أمام فوز مرشح النداء وبالتالي عودة المنظومة القديمة إلى سدة الحكم، ولتفادي تغول الحزب الفائز في التشريعية وهيمنته على مفاصل الدولة. من جهة أخرى المهدي جمعة رئيس الحكومة أعلن أمس بأن إغلاق معبر راس جدير أمر وارد جدا، فيما أكد العقيد بالجيش الوطني مراد المحجوبي أن التدخل العسكري في الجنوب التونسي منتظر في حال تسجيل أي خرق للمجال الجوي والبري لتونس من طرف المتنازعين الليبيين، مقرًا بأن المعبر الحدودي براس جدير وكامل الشريط الحدودي مؤمنان بكامل التشكيلات الأمنية.