فاصلة:
((ليس ثمة شتاء بلا ثلج، ولا ربيع بلا شمس، ولا فرح دون أن يشاطر))
- حكمة عالمية -
ربما من الصعب أن أكتب عن صحيفة الجزيرة، دون أن تحملني العاطفة إلى ذكريات بداياتي في الجريدة قبل ثلاثة عقود والتي فتحت لي المجال لمهنة لم أعرف غيرها، رغم أنها لم تكن يوماً في حسابات مستقبلي العملي.
فارقت الجزيرة أكثر من مرة ولم تفارقني وكلما عدت إليها استقبلتني بالأحضان ومنحتني الفرصة تلو الفرصة لكي أصنع أحلامي.
صحيفة الجزيرة مرت بفترات عدة من تغيير رؤساء التحرير، لكن عصرها الذهبي في الاستقرار على مستوى المجال التحريري والفني تشكّل منذ عودة الأستاذ خالد المالك إليها عام 1999م.
عادة نحن الكاتبات بعيدات عن أجواء العمل اليومي للصحيفة، ومنفصلات عن تقدم الجريدة أو تأخرها الفني والتقني، لكن حضوري للحفل السنوي الذي أقامته الجزيرة مؤخراً، قدّم لي وللحاضرين جميعاً في أيام بسيطة من تكونُ الجزيرة في عالم الصحف اليوم، وكيف يمكن لهذه المؤسسة أن تتجاوز موت الصحافة الورقية بعد سنوات.
من الطبيعي لأي منسوب في مؤسسته أن يشعر بالرضا، عندما يرى مؤشرات حقيقية لتطور مؤسسته وتفكيرها الشاب في مواجهة تقلبات عدة في عالم المعلوماتية.
المؤسسة الصحافية ليست مجرّد بوابة لتشكيل الرأي العام من خلال الكتاّب والصحافيين، بل هي بوابة حقيقة لصناعة واقع المجتمعات واستشراف للمستقبل ، وهذا ما لمسناه جميعاً في استعراض الجزيرة للتطوير في المجال التحريري والتقني، ففي ورشتها عن مطابعها تؤكد أحقية فوزها بجائزة أفضل طباعة لعام 2007 على مستوى آسيا من مؤسسة «افرا « المهتمة بالنشر الصحفي والإعلامي على مستوى العالم.
وفي ورشة العمل عن موقع الجريدة الإليكتروني، تؤكد ريادتها كأول صحيفة سعودية يكون لها موقع إليكتروني في شبكة الإنترنت عام 1997م قبل دخول الإنترنت السعودية.
وحفل الجزيرة والذي كان شعاره «دوماً معاً» حوى أنشطة وفعاليات عدة لعرض إمكانات الجزيرة كمؤسسة رائدة في مقدمة الصحف التي تدرك أهمية التطوير والتجديد.
ما بهرني وأسعدني قدرة فريق عمل الجزيرة من الشباب على التنظيم والعمل الاحترافي في سير الأنشطة بتنظيم ودقة.
وما بهرني أكثر أن الدعوة لم تكن فقط لمنسوبي الجزيرة، بل شملت الصحف الأخرى وشركاء الجزيرة، وهذا بحد ذاته يعمل على تشكيل صورة ذهنية حقيقية للصحيفة، نابعة من واقع عملها وقدرتها على التطوير والمنافسة.
شكراً لمن فكر وخطط ونفذ احتفالية تليق باسم الجزيرة رئيس مجلس الإدارة مطلق المطلق ومدير عام المؤسسة عبداللطيف العتيق ورئيس التحرير خالد المالك، وشكراً لكل من منحني فرصة المشاركة في حضور طاقات العمل والإبداع.