فاصلة:
((أن يرى المرء ذاته يعني ان يكون بعيد النظر))
- حكمة صينية -
لعلنا نتفق أن حسن النية ليس دائما يمكن أن يؤدي إلى نتائج حسنة والطريق إلى جهنم كما يقال قديما مفروشا بالنوايا الحسنة وتظل الأسرة هي المسؤول الأول عن غرس القيم في وجدان الأبناء.
هذا مافكرت به وأنا أقرأ استطلاعا اعتبره مهما في صحيفة مكة بعنوان «5 تصرفات بحسن نية تعرض النساء للسجون «للزميلة «سماح ياسين»
وتذكرتُ بحثا قديما عن المجتمع العربي للدكتور «هشام شرابي» ذكر فيه مثالا يبين فيه فروقات القيم التربوية بين العرب والغرب، وتحديدا في تعليم الأم لطفلها قيمة المطالبة بالحق وعدم الاستسلام للظلم.
الطفل الصغير يعود من المدرسة باكيا لأن زميله في الفصل انتزع منه شيئا من حاجياته الخاصة
الأم الغربية تقول لابنها لا تبكِ عد إلى المدرسة واسترجع ما سلبه منك زميلك
أما الأم العربية فتطبطب عليه وتقول له إذا جاء والدك سنخبره.
الأم الأولى تعلم طفلها كيف لا يسكت عن الظلم أما الأم الثانية فتعلمه معنى الاستسلام للظلم وأنه دوما بحاجة إلى شيء ما شخص كان أو شيء رمزي ليعيد إليه حقه ولكم أن تتخيلوا إذا تعلق الأمر بالطفلة كأنثى كيف سيكون الحال!!.
الاستطلاع رصد تجارب مختلفة لنساء تورطن بسبب حسن النية والثقة بالرجل في الأمور المالية وحدد الاستطلاع خمس تصرفات - على أن هناك الكثير في رأيي-هي :
1 -استخراج سجلات تجارية باسم الزوج
2 -تأجير سجلات باسم المرأة لعمالة أجنبية
3 -عمل توكيل شرعي للزوج أو أحد الأقارب
4 -الحصول على قرض من البنك لصالح الأب أو الزوج
5 -تأجير السيارة الخاصة لسائق مقابل دخل شهري
والسؤال لماذ تفعل المرأة ذلك وتقبل الأضرار بنفسها وتعرضها للسجن
مشكلة تورط المرأة في أية سلوكيات يعاقب عليها القانون في رأيي أكثر من عامل مساعد لانتشارها بدءا من جهل بعض النساء بالحقوق في التجارة ومرورا برغبة البعض منهن في الكسب السريع وانتهاء بقبول المرأة لاستغلال الرجل لإمكاناتها المادية أو وضعها المناسب للقوانين التجارية تحت غطاء التعاون الأسري.
الحقيقة أن جهل المرأة بثقافة أي مجال من مجالات الحياة يمكن أن يسبب لها مشكلات هي في غنى عنها.
ولذلك من المهم أن يكون هناك تثقيف للنساء في كل مجالات الحياة من قبل المؤسسات كل حسب التخصص والمجال. فثقافة الحقوق مغيبة في مجتمعنا ولذلك لا يجرؤ البعض عن السؤال عن حقوقه فضلا عن المطالبة بها. ربما نحتاج بالفعل أن نفهم حقيقة الحقوق حتى نعرف كيف نطالب بها.